حمزة هنداوي – وطن (خاص)
لم يترك جيش النظام وسيلة إلا استخدمها في حربه ضد الثوار السوريين، فليست البراميل والصواريخ الفراغية أثقل أسلحة الأسد والميليشات التي تقاتل إلى جانبه.
وإذا كانت الحرب “قذرة” كما يصفها متابعون للشأن السوري دون تحديد مصدر تلك “القذارة”، فإن جنود الأسد وحلفائه من مقاتلين لا يخفون طائفيتهم من خلال ممارسات طالما تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.
وليس خطف قوات النظام لنساء من مناطق في ريف حمص الشمالي (وسط سوريا)، آخر ممارساتها، على ما يبدو، حيث تخوض معارك شرسة بدأتها منذ مطلع تشرين أول/أكتوبر الجاري، مدعومة بالغارات الجوية للطيران الروسي.
أم عمر من سكان الريف الشمالي في حمص روت لـ”وطن” كيف نجت بأعجوبة من الاعتقال أثناء فرارها وعائلتها، من القصف الجوي.
وتحدثت عن رحلة لم تكتمل عندما رأت عناصر حاجز تابع لنظام الأسد وهو “يسوق” نساء وأطفالا أجبروا على النزول من سيارة نقل عامة قبل حشرهم في شاحنة عسكرية ذهبت إلى مكان مجهول.
مشهد أنقذ أم عمر من المغامرة بالذهاب إلى الحاجز نفسه، لتسمع رواية تأكدت صحتها لاحقا، ومفادها أن 30 امرأة، بعضهن يصطحبن أطفالهن اختطفتهن قوات النظام، والهدف عقد صفقة يقايضون بموجبها المختطفات بجثث قتلاهم التي احتفظ بها الثوار.
مصدر ميداني أكد لـ”وطن” صحة رواية “أم عمر”، لافتا إلى أن الصفقة تمت بالفعل، وتم إطلاق سراح المختطفات اللواتي قدمن من بلدة “الرستن” مسقط رأس وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس، مقابل تسليم جثت لعناصر من جيش النظام وميليشيات “الدفاع الوطني” تعود معظمها لرجال في العقد الثالث من العمر.
وكشف المصدر لـ”وطن” أن مقاتلي المعارضة استطاعوا في اليوم الأول لمحاولة اقتحام ريف حمص الشمالي قتل مجموعة تسللت بقيادة العقيد ابراهيم خضور نائب قائد الحملة ومعه 16 عنصرا من جيش نظام الأسد، ما أثار حفيظة عناصر حاجز للنظام، الذين انتقموا باعتقال 30 امرأة من “الرستن” البلدة التي تتوسط المسافة بين حمص وحماه.
وأضاف أن النساء كن ضمن حافلة تغادر منطقة الاشتباكات، اعتقلهن النظام مشترطا لإطلاق سراحهن استلام جثث قتلاه، مؤكدا أن صفقة التبادل تمت بالفعل منذ أيام، وأطلق النظام سراح النساء المختطفات مقابل جثث “الشبيحة” على حد تعبيره.