تكتم أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح على ما جرى من شجار “فاضح”, خلال إجتماع اللجنة الموسع الأربعاء الماضي بمدينة رام الله بالضفة الغربية, وبدأوا يتلمسوا رؤوسهم على أي فريق يحسبون أنفسهم في ظل الهبة الجماهيرية الغاضبة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية في وجه المحتل الإسرائيلي.
الشجار الذي وقع خلال الاجتماع تبادل خلاله أعضاء كبار في حركة فتح رشق بعضهم بزجاجات المياه البلاستيكية في ذروة نقاش حاد تخللته اتهامات متبادلة، بين فريقين، أحدهما يريد مأسسة الانتفاضة وتبنيها والمشاركة فيها فتحاوياً بشكل واضح، للحفاظ أولاً على زخمها، ولتحاشي تسليحها، والفريق الآخر يريدها أن تظل عفوية، والاكتفاء بإسنادها بشكل غير مباشر وفردي. حسب ما ذكرته تقارير إعلامية
الفريق الأول، اتهم الفريق الثاني الذي يتصدره محمود العالول عضو اللجنة، أنه يتعمد التمظهر والوقوف أمام كاميرات التلفزة للإيحاء بأنه يتزعم هذه الانتفاضة، واحتد النقاش حول هذه النقطة وعلا الجدال ليصل الى صدام بين عضو اللجنة المركزية توفيق الطيراوي ومحمود العالول، ولما قصّرت العبارات الجارحة المتبادلة، عن التعبير عما في النفوس، تطايرت قناني المياه في تراشق بين الطرفين، فاتسع الجدال وشمل العديد من الأعضاء، ليصل في إحدى نقاطه الى جدل حاد بين الطيراوي والرئيس عباس.
وكان طبيعياً أن تتهشم على طاولة الاجتماع، العلاقة الهشة بين أعضاء مركزية فتح، ما جعل الأطراف لها داخل اللجنة، معنية بالتكتم على ما حدث، لكي لا يُضاف الى هزال الموقف الفصائلي، أو هزال فتح ابتداءً، الى فضيحة قوامها أن الشباب يستشهدون، و”القيادة” تتشاجر بالقناني.
وذكر عضو “محايد” بين الطرفين، من مركزية فتح، أن ما ذهب اليه الطيراوي في الاجتماع كان منطقياً، وأن الطرف الآخر يتعمد ركوب الموجة إعلامياً، لكي لا يُلام على ترك فعاليات الانتفاضة على عفويتها، على النحو الذي يهدد بانطفاء جذوتها. وفق ما نقلت عنه صحيفة “رأي اليوم”.
وقال عضو المركزية “المحايد” أن موقف الطيراوي كان قوياً وقد عبر عن وجهة نظره بشجاعة، على الرغم من الحدة التي أوصلت الشجار الى حوار القناني!