نشر موقع “فردا” الإيراني الشهير لقاء خاصا مع مساعد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، العميد إسماعيل قآني، حول عدة قضايا مهمّة في المنطقة؛ ومن أهمها الحرب في اليمن والعراق وسوريا.
وقال مساعد قاسم سليماني في تعليقه على الحرب العراقية-الإيرانية: “دخلنا في الحرب مع العراق، ولم نكن مهيئين تماما لهذه الحرب الطاحنة، لأنها فرضت علينا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بواسطة صدام حسين، وكان باعتقاد صدام حسين أنه يستطيع احتلال إيران خلال أيام معدودة، ولكنه بعد دخوله الأراضي الإيرانية فقد واجه مقاومة شرسة من قبلنا”.
وأكد قآني أن “الحسابات الأمريكية كانت خاطئة جدا في العراق، وتفتقر لأي تقديرات أو دراسات صحيحة تفسر لهم وتشرح لهم الحالة العراقية عندما دخلوا الحرب.. على سبيل المثال: كان الشيعة في العراق يقولون (اللهم عجل بظهور الإمام المهدي) حين دخل الأمريكان للعراق، ولذلك فقد بدأ الأمريكان يبحثون عن المهدي المنتظر الذي سمعوا العراقيين يدعونه مباشرة للخروج لنصرتهم، وتصور الأمريكان أن المهدي شخصية خطرة جدا ومختبئة في العراق، فقاموا باعتقال الكثير من العراقيين وأجروا تحقيقات ولقاءات مطولة ومسجلة مع المعتقلين لكشف مكان المهدي، ومعرفة من هي شخصية المهدي التي يحبها كل الشيعة في العراق”.
وأشار إلى أنه في ظل الحروب التي تشهدها المنطقة في ظل الوجود الأمريكي، ورغم وجود فارق كبير في الإمكانات بين الطرفين، فإنه “حتى الآن نحن المنتصرون وفي المستقبل سوف نكون كذلك”، على حد تعبيره.
وحول مصير صدام حسين وإعدامه، قال مساعد الجنرال سليماني: “نحن نهتم للنتائج وليس للبدايات، وحربنا مع العراق في بداياتها كانت في صالح نظام صدام حسين، ولكن نظرة الخميني كانت أبعد من الحرب العراقية-الإيرانية، وكان يرى أن هذه الحرب سوف تنتهي بتحرير فلسطين”.
وأضاف أن “كل مراقب يدرك جيدا أن ما حدث لصدام حسين هو نتيجة حربنا ضده، وانتهى الأمر به كما نحن أردنا له ذلك”.
واتهم قآني أمريكا بأنها حاولت من خلال احتلالها لأفغانستان والعراق إسقاط النظام الإسلامي في إيران، وكشف عن دعم إيران للمليشيات الشيعية في العراق خلال وجود الجيش الأمريكي في العراق، موضحا أن “المليشيات العراقية المرتبطة بإيران لم تكن تمتلك أي إمكانية عسكرية تجعلها تواجه القوات الأمريكية في العراق، وتدخلنا لدعم هذه المليشيات واستطاعت القوات الموالية لإيران تدمير الآليات العسكرية الأمريكية في أغلب المحافظات العراقية”.
وحول الخلاف الأمريكي-الإيراني القائم منذ مجيء الخميني ونجاح الثورة الإيرانية، قال العميد قآني: “إن المشكلة الأساسية بين أمريكا وإيران ليست في أزمة الملف النووي والبرنامج النووي الإيراني أو قضية حقوق الإنسان في إيران؛ بل في فهم إيران للمقاومة ودعم المقاومة والمظلومين في المنطقة، وإن أمريكا تدرك جيدا أن رسالة الثورة الإيرانية تهدد مصالح الأمريكان في المنطقة؛ لأنها رسالة مقدسة تدعم كافة الشعوب الحرة والمضطهدة في المنطقة”، بحسب تعبيره.
وحول شخصية قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني، قال مساعده الأول: “يعد سليماني من أكثر القادة نجاحا في إيران، بسبب دوره الفاعل في الداخل، ونجاح العمليات التي يقودها في خارج البلاد، وكان سليماني رفيق دربي منذ بداية الحرب العراقية-الإيرانية، ومع أنه أصغر عمرا مني شخصيا، فإن التجارب أثبتت أن قدرات سليماني هي الأنجح في الحروب التي يشارك فيها”.