ما إن وضع قدميه في مطار القاهرة حتى فوجئ بحفاوة كبيرة يستقبله بها جمهوره في مصر، التي قضى فيها أياماً عدة شارك خلالها في أوبريت «عناقيد الضياء». النجم الشاب محمد عساف التقته مجلة «لها»، ليكشف لنا إحساسه بهذا الاستقبال، وسر حماسته للمشاركة في هذا الأوبريت. كما تكلم عن خطبته أخيراً للإعلامية الفلسطينية لينا قيشاوي، وكشف لنا أسرار قصة حبهما، وحقيقة مطالبته لها بالتوقف عن العمل والتفرغ له، ووجّه رسالة إلى كل من يهاجمه، وتحدث عن شيرين وراغب علامة وأحلام، والحفلات التي تشعره براحة نفسية، وكشف عن رسائله إلى والديه وجمهوره.
– ما الذي حمّسك على المشاركة في أوبريت «عناقيد الضياء» في مصر؟
هذا الأوبريت من أهم الأعمال الفنية التي قدمتها منذ أن بدأت حياتي الفنية في السنتين الماضيتين، خصوصاً أنه يتحدث عن السيرة النبوية للرسول عليه الصلاة والسلام، بالإضافة إلى أنني أشارك فيه مع فنانين كبار، منهم حسين الجسمي وعلي الحجار ولطفي بوشناق. والأوبريت من ألحان خالد الشيخ، فهو عمل فني ضخم من ناحية الألحان والتصوير والإضاءة وكل شيء، ويدعو إلى الفخر والاعتزاز.
– من عرض عليك المشاركة في الأوبريت؟
الملحن خالد الشيخ أول من عرضه عليّ، ووافقت فوراً من دون أي تردد.
– هل حماستك للعمل جاءت بسبب وجودك وسط هؤلاء النجوم الكبار؟
بالطبع عندما أقدم عملاً فنياً كبيراً بهذا المستوى وفيه نجوم كبار… شيء مميز للغاية.
– استقبلك «الفانز» في مطار القاهرة بحفاوة كبيرة، ما هو إحساسك؟
سعيد للغاية بمحبة الجمهور المصري لي، وأشكر «الفانز» كثيراً على حبهم ومشاعرهم تجاهي.
– صف لنا إحساسك عندما غنيت الأوبريت أمام الرئيس السيسي وقيادات الجيش المصري؟
شيء يدعو بالطبع للفخر أن أغني أمام القيادة المصرية. وفي ذكرى انتصار السادس من أكتوبر، شعرت بمسؤولية كبيرة وأنا أقف في هذا المكان.
– هل انتابك شعور بالقلق من الغناء أمام قيادات عسكرية؟
على العكس، فهذه ليست المرة الأولى التي أغني فيها أمام قيادات عسكرية أو رؤساء دول، وشيء جميل أن يصادف ذلك ذكرى انتصار أكتوبر العظيم.
– وكيف كانت الكواليس بينك وبين النجوم الكبار، حسين الجسمي ولطفي بوشناق والحجار؟
تعاونَّا سابقاً معاً، وأعرفهم جيداً على المستوى الشخصي، خصوصاً الفنان حسين الجسمي، لكوني أعيش في دبي وأقابله كثيراً، والعرض الأول لأوبريت «عناقيد الضياء» كان في الإمارات وقابلته هناك، فهذه ليست المرة الأولى التي ألتقيه وأتعاون معه.
– ألا تفكر في تقديم أغنية معه الفترة المقبلة؟
لا مانع لدي أبداً، لكونه فناناً كبيراً ويتمتع بنجومية في الوطن العربي وأحبه كثيراً.
– أعلم عنك أنك مقرب شخصياً من النجمة شيرين عبدالوهاب، لماذا لا تفكر في تقديم دويتو معها؟
أقول لها الآن ومن خلال مجلتكم «يلا يا شيرين إمتى هانعمل حاجة سوا».
– هل تابعتها في الحلقات الماضية من برنامج the Voice؟
في الحقيقة لم أشاهد the Voice حتى الآن، لكنها أعجبتني كثيراً في مسلسلها «طريقي»، والأغنيات فيه كانت رائعة، وهي شخصية جميلة وأحبها كثيراً.
– لماذا لم تفكر في اقتحام عالم التمثيل حتى اليوم؟
إذا عرض عليَّ موضوع سينمائي أو درامي وأحببته فسأقدمه فوراً، وأنا أحب القصص الواقعية الإنسانية بدرجة كبيرة، خصوصاً إذا كانت تحمل هدفاً نبيلاً وإنسانياً للجمهور، فأنا لا أريد أن أشارك في التمثيل لمجرد إثبات الوجود.
– ما أخبار ألبومك الجديد؟
أحضّر حالياً لألبومي باللهجة المصرية، كنت في الفترة السابقة أنوي تقديم ألبوم مصري كامل، لكنني فكرت في تقديم أغنيات متنوعة وستكون اللهجة المصرية هي الغالبة على الألبوم، وانتهيت من تسجيل أربع أغنيات منه مع أمير طعيمة والملحن خالد عز وإيهاب عبدالواحد، وأغنية أخرى من كلمات وألحان تامر حسين وتوزيع هادي شرارة، وأطمح لأن أطرحه مع بداية العام الجديد 2016 مع «بلاتينيوم ريكوردز».
– هل تدعمك «بلاتينيوم ريكوردز» إلى الدرجة التي تطمح إليها فنياً؟
بالطبع، ويحترمونني كثيراً، ووقفوا إلى جانبي بقوة، وأشكرهم على ذلك.
– ما سبب قلة حفلاتك الفنية في مصر؟
هذا الأمر يتوقف على الأوضاع السياسية في مصر بشكل عام، وفي الفترة المقبلة أتمنى أن أحيي العديد من الحفلات فيها، لكوني أعشقها وأعشق الجمهور المصري كثيراً.
– أغنيتك الأخيرة «أيوه هاغني» تخطت المليون مشاهدة عبر «يوتيوب»، ما هو إحساسك بنجاحها؟
هي أغنية أحبها كثيراً، وسعدت بفكرتها جداً، من كلمات ملاك عادل وألحان محمد رحيم، وأعتز بالعمل معهما كثيراً.
– كيف انطلقت شرارة الحب بينك وبين خطيبتك الإعلامية لينا قيشاوي في الفترة الماضية؟
(بابتسامة) من النظرة الأولى. وكنت أعرفها قبل أن تصبح مذيعة في التلفزيون الفلسطيني.
– هل ستسمح لها بالاستمرار في عملها الإعلامي؟
هذا الأمر يتوقف على الأيام والنصيب، فلست ضد عملها أو معه، لكنني أحب بالطبع أن تتفرغ لي ولشؤون لمنزل، ونحن متفقان معاً على أشياء كثيرة.
– هل تساندك وتدعمك في عملك الفني؟
كثيراً، وهي متفهمة جداً لطبيعة عملي، وأكثر مما توقعت.
– ألم تقلق من خسارتك للمعجبات بعد هذا الارتباط في حياتك؟
على العكس، الجمهور الذي أحبني سعد كثيراً بهذه الخطوة في حياتي، حتى الجيش العسّافي الذي أعتبره «الفانز الخاص بي» هنّأني على الخطوبة، والجمهور المصري الذي استقبلني في المطار بارك لي أيضاً، وأؤكد أن الفنان يجب أن يعيش في استقرار نفسي وعاطفي، ولا يجعل الفن يؤثر في حياته الاجتماعية والخاصة.
– هل خطيبتك سعيدة بهذه الهالة من الحب أم أنها منزعجة نوعاً ما؟
سعيدة كثيراً، وتفهم طبيعة عملي الفني، فهناك كيمياء مميزة تجمعنا.
– هل تشعر بأن الإعلام يتدخل كثيراً في حياتك الخاصة؟
هذا أمر مؤكد وطبيعي، وأي شائعات تقال عني أراها عاديّة في حياة فنان مشهور.
– من هنأك على خطوبتك من الوسط الفني؟
العديد من أصدقائي، منهم حسين الجسمي، وزملائي الذين كانوا معي في برنامج «أراب آيدول»، مثل أحمد جمال وعبدالكريم حمدان والأميرة ديانا من الأردن والكثير من الإعلاميين والملحنين، وأشكرهم كثيراً.
– ألم تفكر في إخفاء خبر ارتباطك العاطفي مثل بعض الفنانين؟
أنا إنسان لا أظهر للناس بوجهين أبداً، ولا أحب أن أخفي شيئاً عن جمهوري والأشخاص الذين يحبونني. أحب الصراحة كثيراً مع نفسي ومع من يحبني، فلم أفعل شيئاً خاطئاً حتى أخفيه عن الناس، رغم أنها حياتي الخاصة وأرفض أن يتدخل فيها أحد، حتى لو كان الإعلام بشكل عام، لكن أردت أن أشارك فرحتي مع كل شخص يحبني، فهذا شيء جميل للغاية.
– كيف تتعامل مع محاولات اقتحام حياتك الخاصة؟
تضايقني بعض الشيء، وأحياناً أجد تعليقات عبر «فيسبوك» من شخص أو أكثر مثلاً، يسبّونني ويشتمونني من دون أي سبب، ولا أعرف الدافع وراء ذلك. لا مانع لدي من أن ينتقدني أي شخص، فأنا صدري رحب، لكن بأدب واحترام. وهؤلاء الأشخاص أتجاهلهم تماماً.
– كيف ترى برامج المواهب الغنائية المنتشرة حالياً على الساحة، خصوصاً أنك كنت أحد المشاركين والفائزين فيها؟
هي برامج جميلة ومميزة وتقدم أصواتاً جديدة للجمهور، لكن الأهم أن يستمر الصوت الجيد بعد انتهاء البرنامج، لكوني أصبحت ألاحظ أن فرص استمرار ظهور الأصوات بعد هذه البرامج قليلة.
– ما السبب في رأيك؟
أعتقد لكونهم لا يختارون أعمالهم الفنية بطريقة صحيحة، أو أن الإدارة التي تتولى أمورهم لا تعمل معهم بشكل جيد.
– أعرف أن علاقتك قوية بالمطرب الشاب أحمد جمال، هل استمعت إلى ألبومه الجديد؟
أحمد فنان جميل وواعد وألبومه الأخير أحببته كثيراً، وأتذكر أنه أرسل لي إحدى أغنيات الألبوم هديةً. أتمنى له النجاح الدائم.
– من تحب من الجيل القديم في الموسيقى؟
أعشق كثيراً الموسيقار محمد عبدالوهاب وسلطان الطرب جورج وسوف، وفضل شاكر، علماً أنّ لا علاقة لي بأزمته السياسية، وكذلك شيرين عبدالوهاب أعشق صوتها جداً، وأغنياتها لا تفارق سيارتي أبداً.
– ما سبب تعلقك بصوتها إلى هذه الدرجة دون أي مطربة أخرى؟
بعيداً عن علاقتي الإنسانية بشيرين، هي تملك صوتاً وإحساساً غير طبيعيين، وأتأثر كثيراً وأنا أستمع إلى أغنياتها وطريقة أدائها في الغناء، كما تملك منطقة خاصة في الغناء بمفردها، وأحب أغنيات كثيرة لها، مثل «أنا كتير» و«أنا كلي ملكك»، فأنا أعشقها جداً لأن إحساسها لا يوصف في الحقيقة.
– لكنها تتعرض للهجوم كثيراً، فما هي رسالتك لها؟
أحياناً يتعرض الفنان لهجوم من بعض وسائل الإعلام من دون أي سبب، وأؤكد أن الإنسان الناجح هو من يتعرض للهجوم، وشيرين فنانة كبيرة وناجحة من الدرجة الأولى، وأوجه إليها رسالة خاصة الآن: «ولا يهمك يا شيرين هناك ملايين يحبونك».
– نشرت شيرين أخيراً صوراً خاصة لها وهي تبكي عبر حسابها على «إنستغرام» وأثارت ضجة كبيرة. ألم تفكر في الاتصال بها للاطمئنان إليها؟
دُهشت عندما علمت بذلك، وحاولت الاتصال بها كثيراً في الفترة الماضية، لكنها لم ترد عليَّ، وأحاول دائماً الاطمئنان إليها برسائل عبر «تويتر» أو هاتفها الخاص. وفي الحقيقة أتشرف كثيراً بمعرفتها وصداقتها والغناء معها في أي وقت.
– في حديثي الأخير معها قالت: أريد أن يقدم محمد عساف أغنيات وأعمالاً فنية في مصر بدرجة أكبر، ما تعليقك؟
أقول لها: علمنا، وسأقدم الكثير في الفترة المقبلة.
– أطلق عليك جمهورك ألقاباً كثيرة، فما هو الأفضل بالنسبة إليك؟
أحببت ألقاباً عديدة لقّبوني بها، مثل «صاروخ الأغنية» أو «العندليب»، لأنني أشبه العندليب عبدالحليم حافظ، فشرف كبير لي أن يراني الجمهور العربي شبيهاً بالعندليب، فهذا يدعو للفخر كثيراً.
– هل ما زلت على اتصال بالفنانين راغب علامة وأحلام بعد انتهاء «أراب آيدول»؟
بالطبع، علاقتي براغب قوية للغاية على المستوى الشخصي حتى الآن، وأحلام أيضاً، وقد وقفا بجانبي فنياً كثيراً.
– كثيراً ما تتعرض أحلام للنقد. كيف تراها فنياً وشخصياً؟
أحلام تحبني كثيراً، وعندما أتحدث معها أشعر بمحبتها لي، ويكفي أنها تسلّمت عني جائزتي «الباما الموسيقية الدولية» على المسرح، وقامت بتهنئتي أمام الجميع.
– ما هو شعورك بعد فوزك بهذه الجائزة الدولية؟
هذه جائزة دولية هامة كأحسن فنان صاعد عام 2015 على مستوى الشرق الأوسط، شيء عظيم للغاية.
– قدمت العديد من الحفلات الفنية مع نجوم عالميين في الفترة السابقة باعتبارك سفيراً للنوايا الحسنة لمنظمة الأمم المتحدة، كيف وجدت مشاركتك فيها؟
هذه الحفلات تشعرني براحة نفسية كبيرة، لأن هدفها إنساني للغاية، كسفير للنوايا الحسنة لإغاثة وتشغيل اللاجئين، وهي من أكثر الأمور التي أحبها. وحين عُرض فيلم عن حياتي في مهرجان لندن السينمائي، وحرصتُ على الحضور إلى بريطانيا للمشاركة في حفلة عشاء خيرية سيذهب ريعها للاجئين الفلسطينيين والسوريين، وأكون سعيداً عندما أشعر بأنني أقدم شيئاً للناس.
– ما الذي تتمناه لنفسك في الفترة المقبلة؟
أتمنى أن أقدم أعمالاً فنية عديدة وناجحة، فأنا أحببت كثيراً أغنيتي «يا حلالي يا مالي» وسأسير على هذا النهج، لأن الأغنية الشعبية محبوبة لدى الجمهور بين ألوان موسيقية أخرى، رغم أنني قدمت ألواناً غنائية مختلفة في ألبومي الأول. ولا تزال المسيرة الفنية طويلة، فأنا ما زلت في بداية الطريق.
– كيف ترى الوضع السياسي في الوطن العربي؟
الوضع أصبح صعباً وقاسياً للغاية، يكفي الأشخاص الذين يموتون يومياً في سورية والعراق وفلسطين وليبيا، وأنا متأكد من أن الشعب العربي في داخله أمل كبير، وأراهن شخصياً على الشباب العربي بأنه يستطيع قيادة المرحلة.
– رسالة شكر… توجّهها لمن؟
لوالدتي ووالدي، وأقول لهما: «لولاكما لما استطعت أن أنجح… ويا رب يديمهما ويعطيهما الصحة ويجعلهما تاجاً على رأسي»، فالنجاح الذي أحققه من رضاهما عني وأحس بذلك كثيراً، بالإضافة إلى أنني أشكر جمهوري الذي يدعمني دائماً ويحضر حفلاتي ويقف إلى جانبي عبر وسائل الاتصال الاجتماعي. فهذا دعم معنوي جميل للفنان، أن يشعر بأن مجهوده أو تعبه لن يضيع هباءً، فالنجاح لن يكون طعمه حلواً إلا إذا شاركني فيه جمهوري.
– ورسالة عتاب… لمن؟
لا أحب أن أعاتب أحداً، وأقول لأي شخص ظلمني وأخطأ في حقي، إن كل إنسان بداخله نقطة سوداء، سواء من ناحية الحقد أو الغيرة، وصدري رحب للجميع، ولا أحب أن أقابل الإساءة بإساءة. وأؤكد أنني دخلت مجال الفن حتى أقدم أعمالاً فنية مميزة، وما دون ذلك فهوامش بالنسبة إليّ لا أهتم بها.
– حصلت على جائزة «إم تي في أوورد» العام الماضي، هل ما زلت تحلم بالعالمية؟
بالطبع، وسعدت كثيراً بجائزتي «إم تي في»، و«الباما» التي فزت بها في افتتاح فيلمي في مهرجان تورنتو في كندا، ولا تزال لديَّ طموحات فنية كبيرة.
– ورسالتك للجمهور؟
أتمنى منكم أن تظلوا بجانبي دائماً، لأنني من دونكم لن أستطيع تقديم أي شيء أبداً، سأفعل كل شيء من أجلكم.
وأحبكم كثيراً.