اعتبر وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، أن “الاتفاق مع بوتين حول الوضع السوري، لا يُعارض بالضرورة مصالح واشنطن القومية، فتدمير داعش هو الضرورة الأولى، قبل التفكير في مصير الرئيس بشار الأسد”.
وأوضح كيسنجر في مقال مطول نشره في صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن بلاده “تجاهر بإصرارها على رحيل الرئيس بشار الأسد عن منصبه، لكنها ظلت غير راغبة في ممارسة التأثير الفعال، سياسياً كان أم عسكرياً، لتحقيق ذلك الهدف، كما لم تطرح هيكلاً سياسياً بديلاً في حالة تحقق رحيله”.
وأوضح كيسنجر أن الهيكل الجيوسياسي للشرق الأوسط بات في حال من الفوضى بوجود روسيا في سوريا، وأن “عملها العسكري الأحادي”، هو “أحدث عرَض من أعراض انهيار الدور الأميركي في تثبيت نظام الشرق الأوسط، الذي خرج إلى الوجود من رحم حرب تشرين عام 1973”.
ورأى الدبلوماسي الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية الأميركي في عهدي الرئيسيْن ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، أن الشرق الأوسط عرضة لخطر الابتلاع من أربعة مصادر متزامنة، وهي: إيران، والحركات الراديكالية، والصراعات الداخلية، وضغوط السياسات المحلية، التي تزامنت مع انسحاب أميركا من المنطقة، ما مكن روسيا من الانخراط في عمليات عسكرية في عمق الشرق الأوسط.