“خاص- وطن”- تتجه الأوضاع في الساحة الفلسطينية إلى منحى خطير جدا, لا سيما مع هدوء الهبة الجماهيرية التي بدأت تسير في اتجاه “وأدها” بالضفة الغربية والقدس المحتلة بتدخلات دولية منها العربية والأوروبية الأمر الذي دفع إسرائيل لإلقاء اللوم على حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بصورة أكبر من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يسيطر هو الأخر على الضفة الغربية.
اللافت في الهبة الجماهيرية هو شكلها ومشاركوها حيث خلى منها “السلاح” لتشكل الحجارة والسكين وقودها وتكون المحرك لـ”جيل فلسطيني” من الشباب فاته اتفاق أوسلو ليوحده الدم الأحمر والعلم الفلسطيني بعيدا عن الحزبية التي فرقت الأحزاب الفلسطينية.
ومع ذلك بدأت الأمور تتسارع وخاصة في قطاع غزة الذي شهد الأسبوع الماضي احتكاكات كبيرة مع الجيش الإسرائيلي على طول الشريط الحدودي الفاصل استشهد خلالها العديد من الشبان الفلسطينيين وأصيب العشرات بجراح متفاوتة دون أن تشارك الفصائل المسلحة في تلك المواجهات.
إسرائيل من جانبها بدأت تلمح إلى دور حماس بالهبة الجماهيرية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية الأمر الذي يهدد بنسف التهدئة السائدة في قطاع غزة كرد إسرائيلي على فشلها في حماية عمقها من سكاكين الشباب الفلسطيني الثائر وحرف الأنظار عما يجري في القدس والضفة.
وبحسب المعلومات المتوفرة من قطاع غزة فإن الفصائل الفلسطينية التي التزمت الصمت ولم تشارك في الهبة التي قادها شباب فلسطيني “يأس” من الأوضاع الراهنة وهب لمساندة أهله في الضفة الغربية والقدس المحتلة بدأت الآن تستعد وتستنفر عناصرها, وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة بأن الفصائل طلبت من عناصرها عدم المشاركة في تلك الهبة كون المرحلة خطيرة جداً ويجب الاستعداد للمرحلة المقبلة وخاصة أن إسرائيل تعد العدة وباتت تترقب انفجار قطاع غزة في وجهها.
المجلس العسكري لحركة حماس عقد مؤخراً اجتماعا موسعا لقيادته في قطاع غزة تدارس فيه شكل الأوضاع وقد أوعز لعناصره بالاستعداد التام وتجهيز كافة الانفاق الهجومية ومراقبة التحركات الإسرائيلية على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة. حسب المصادر التي أبلغت مراسل “وطن”.
وتقول المصادر إن قيادة حماس العسكرية أعطت عناصرها الضوء الأخضر في حال بدء المعركة لتنفيذ عمليات هجومية كبيرة ضد إسرائيل لقلب موازين القوة العسكرية وخاصة أن المعركة السابقة التي تمثلت في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة شهدت العديد من العمليات العسكرية التي أربكت إسرائيل من خلال تنفيذ عمليات انزال خلف خطوط العدو تسلل فيها عناصر من المقاومة إلى المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة ونفذوا عمليات فدائية قتل خلالها العديد من الجنود الإسرائيليين.
مراقبون فلسطينيون توقعوا أن تكون شكل المواجهة المقبلة في حال نشوبها رغم استبعادهم إياها في الوقت الحالي بتنفيذ إسرائيل ضربة جوية هي الاعنف ضد قطاع غزة تكون خلالها قد دمرت ما تسمى البنى التحتية للمقاومة ومن ثم تترك المجال لقواتها بالعمل على تصفية كل من له علاقة بالمقاومة أينما وجد.
وأكد المراقبون في حديثهم لمراسل “وطن” أن إسرائيل ستحاول جاهدة عدم القيام بعملية برية كما جرى في السنوات الماضية وسيقتصر الأمر على احتلال المناطق الحدودية وتنفيذ عمليات سريعة إذا اقتضى الأمر.
ولفت مراقبون إلى أن حماس لا ترى في المرحلة الحالية أو الهبة الراهنة “انتفاضة ثالثة” وإنما هبة شعبية غاضبة الامر الذي دفعها لمنع الفصائل العسكرية في قطاع غزة من اطلاق صواريخ على إسرائيل أو التدخل عسكريا وترك الأمر للشباب الفلسطيني الغاضب وهو الامر الذي طبق على الأرض بمراقبة الشريط الحدودي وإلزام الفصائل كافة بعدم إطلاق صواريخ وذلك لعدم توريط غزة بحرب جديدة.
تقارير إسرائيلية ذكرت أن حركة حماس أوقفت الدورات العسكرية التي تجريها منذ 3 أشهر في كافة مواقعها العسكرية كما أوقفت العمل بكلية الشرطة العسكرية وألغت طوابير الأركان الصباحية داخل المقرات ومنع التجمعات قدر المستطاع داخل تلك المواقع.
ولم تشر المصادر ما هي الأسباب التي دفعت بقيادات حماس الأمنية لاتخاذ هذه القرارات المفاجئة والتي تم تعميمها الخميس وتم التشديد عليها يوم الجمعة، إلا أنها أشارت إلى أن هذه القرارات عادة ما تتخذ في حالات الطوارئ الأمنية تخوفا من هجمات إسرائيلية بغزة أو أن هناك مخططا لدى حماس للتصعيد. وفق ما ذكرته التقارير الاسرائيلية.
وكما كل مرة إسرائيل “تحبل في الضفة وتأتي لكي تلد في قطاع غزة” واذا ما وأدت الهبة الجماهيرية الحالية في الضفة الغربية سيكون الأمر مختلفا مع قطاع غزة المتوتر أصلاً لأن إسرائيل تريد استعادة كرامتها التي مرغها الشباب الفلسطيني بالتراب في عملياته ودفع الإسرائيليين إلى الالتزام في بيوتهم على مدار أيام خشية تعرضهم للطعن.
وهذا الامر سيدفع إسرائيل لرد اعتبارها وكرامتها في أن تهاجم شخصيات فلسطينية كبيرة الامر الذي قد يفجر المواجهة العسكرية في أي لحظة كانت.
تعليقان
حماس لن يهدأ لها بال حتى تشرد باقى اهل غزة وتهدم ماتبقى من مبانيها بفضل العنتريات الفارغة لقادتها
حماس تجمع وتحشد وتمنع و تختبئ وهي ينطبق عليهامقولة مظفر النواب
وتنافختم شرفا و صرختم فيها ان تصمت صونا للعرض
فما اشرفكم اولاد القحبة