كشف تقرير صحفي عن تزايد حالات التململ والقلق بين الاماراتيين بسبب تورط دولتهم في غالبية نزاعات المنطقة.
وقال التقرير الذي نشرته صحيفة “القدس العربي” الصادرة بلندن اليوم ونقلته من داخل دبي ان المواطنين الإماراتيين يتساءلون عن الجدوى من تورطهم في كل هذه النزاعات مع حالة من الحشد الإعلامي المكثف وكانهم يحاربون من يحتل أراضيهم.
وأضافت الصحيفة في تقريرها، أن من يتابع وسائل الإعلام الإماراتية الرسمية والخاصة “صحف واذاعات وقنوات تلفزيونية” يشعر ان الإمارات في حالة حرب، وان الحرب الجارية في اليمن هي حربها فقط، مشيرة إلى أن الهدف من هذا التجييش الإعلامي هو حث المواطنين على تأييد مشاركة جيشهم في الحرب المشتعلة في اليمن منذ أكثر من ستة أشهر، وتبرير استشهاد ابنائهم.
ونقلت الصحيفة عن استاذ إعلام مشارك في جامعة إماراتية، رفض الكشف عن اسمه، قوله: “ان الإمارات أضحت أكثر دولة خليجية ان لم نقل عربية، تضم صحفا ومجلات وقنوات تلفزيونية وأكثر عدا من الصحف الخليجية والدولية الأخرى”، مؤكدا أن هناك صحف توزع مجانا وتعطي كوبونات خصم وشراء لمن يقرأها ورغم ذلك لا تجد من يتصفحها بسبب عدم مهنيتها.
وأضاف استاذ الإعلام، أن هناك أيضا مواقع إخبارية الكترونية تطرح نفسها كمنافس لمواقع إخبارية عربية شهيرة مثل “ايلاف”، معتبرا أن هذه المواقع لا تجد إلا القليل من المتابعين والمتصفحين لها، لذا تلجأ إلى التسويق الالكتروني الوهمي لزيادة عدد متصفحيها إلى مئات الآلاف، بالإضافة إلى انه “أصبح ظاهرة في الإعلام العربي قيام جهات في الإمارات، أو بالأصح مستشارين، بالعمل على شراء صحف ومواقع إخبارية عربية في الخارج مثل لندن ومصر”.
ولفتت “القدس العربي” في تقريرها، إلى أن الإعلام الإماراتي لا يستطيع أن يعكس وجهة نظر المواطنين الذين يتساءلون لماذا نحن نتدخل في المشاكل والحروب العربية؟
وتساءل سفير سابق للإمارات، في تصريحات للصحيفة قائلا: “لماذا أصبحت دولتنا طرفا عربيا ضد طرف آخر؟ وما هي مصلحتنا في ذلك؟”، موضحا “نحن في عهد القائد المؤسس (الشيخ زايد بن سلطان ) كنا الدولة التي يخطب ودها الجميع لأن اسهاماتنا في القضايا العربية كانت اسهامات خير وبناء، لذا كان الشيخ زايد من أكثر القادة العرب حبا عند العرب، لذا بنيت مدن باسمه، واطلق اسمه على شوارع المدن العربية، وكانت الإمارات ملجأ كل العرب”.
وأضاف مؤكدا على عدم ذكر اسمه “الآن نحن مع النظام المصري ضد معارضيه، وفي ليبيا نتدخل مع طرف ضد أطراف أخرى، وفي اليمن دخلنا حربا ليس لنا بها علاقة سوى اننا جزء من منظومة دول مجلس التعاون التي تقودها السعودية لمواجهة المشروع الإيراني للسيطرة على المنطقة، ونحن أصبحنا نقود حربا ضد جماعة الإخوان المسلمين والحركات الإسلامية السياسية الأخرى في المنطقة”.
واستطرد السفير السابق قائلا: “نحن مع دولتنا ولا يمكن ان نعارضها أو نعارض حكامنا، ولكن نحن نخشى على دولتنا من الصراعات الدولية والإقليمية في المنطقة”، متسائلا: “ماذا سيحصل لو ان احد التنظيمات المحسوبة على الحركات الإسلامية المتطرفة أو الإرهابية مثل تنظيم الدولة استهدف دولتنا بعمل إرهابي؟”، معتبرا انه بما أن الاحتمالات واردة فالمخاطر قائمة.
وتابعت الصحيفة، أن ما لم يقله المواطن الإماراتي عن الاجراءات الأمنية المشددة المتخذة في هذه الدولة التي تضم أكثر من سبعة ملايين أجنبي مقيم على أرضها من 164 دولة في العالم، يشعر به الزائر للدولة دون ان يراه، ويهمس به مقيمون دون ان يصرحوا، خوفا من ترحيلهم.
وطرحت الصحيفة بعض الامثلة على التساؤلات التي يهمس بها المواطنون الإماراتيون، مثل: “لماذا يسمح لأحمد علي صالح ابن الرئيس اليمني المخلوع، الذي يقود والده الحرب ضد قوات التحالف في اليمن، الإقامة في ابو ظبي؟ وهل فعلا تخلى هذا عن والده؟”.
“لماذا يسمح لبعض رموز النظام السوري واقرباء رئيسه بزيارة الدولة والاستثمار فيها”، موضحة أن الإماراتيون يتحدثون عن نشوء نوع من المافيا السورية في دبي تتاجر بتهريب الألماس وبيعه، وهناك استثمارات عقارية وفي فنادق ومطاعم لابن خال الرئيس الأسد رامي مخلوف؟
وأشارت الصحيفة إلى حكاية لجوء السيدة بشرى الأسد شقيقة بشار الأسد إلى ابو ظبي بعد مصرع زوجها في حادثة تفجير مبنى مكتب الأمن القومي في دمشق عام 2012، وتم منحها الجنسية الإماراتية مؤخرا.
كما لفتت الصحيفة ألى الأسئلة التي تدور في عقول الإمارتيين حول دور مستشار أمني – غير إماراتي – في توريط الإمارات في لعبة “الأمم” وصراع الاستخبارات في المنطقة.
واختتمت الصحيفة تقريرها بأن هناك العديد من الأسئلة الكثيرة التي يسمعها “همسا” الزائر لدولة الإمارات هذه الأيام، ولكن لاشك ان لا أحد يستطيع الإجابة عليها سوى المسؤولين الكبار الذين تعودوا الصمت، أو الذين لا يجرؤ أحد على طرح هذه الاسئلة أمامهم.