استنكر أحد أبرز رجال الدين الأرثوذكس في لبنان، المطران إلياس عودة، متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس، بشكل ضمني بعض المواقف الدينية الصادرة عن شخصيات أرثوذكسية في روسيا بالترافق مع العمليات العسكرية الروسية بسوريا ووصفها بـ”الحرب المقدسة” مؤكدا أن الكنيسة “لا تقدس الحروب” وأن من يقول بذلك لا يسمع “كلام الرب.”
وقال عودة، وهو أحد أبرز رجال الدين المسيحيين من أصحاب المواقف السياسية في لبنان، إن الكنيسة “لا تبارك من يقتل الآخر، لأن حياة الإنسان هي ملك الرب ومن يقتل الإنسان كأنه يشاء أن يقتل الله”، مضيفا: “الكنيسة لا تبارك الحروب ولا تقول عنها إنها مقدسة، أي لا تقدس الحروب ولا تقبل بهذا القول”.
وذكّر عودة، في عظته الأسبوعية التي ألقاها أمس الأحد، بتعاليم الإنجيل قائلا إن المسيح علّم تلاميذه بأن “من ضربك على خدك فأعرض له الآخر أيضا” مضيفا: “نحن نعلم أن قلة من المسيحيين يتصرفون بحسب أقوال الرب، لا بل معظم الناس يرفضونها لأنهم يعتبرون أن التصرف بحسب هذه الأقوال يجعلهم ضعفاء أمام أعداءهم، والذين يسيئون إليهم، لأنهم لا يدركون أن المؤمن يتكل على الله وحده وهو القوي القدير كما علمنا الأنبياء والرسل والقديسون”.
واستطرد عودة بالقول:” “الكنيسة لا تبارك الحروب ولا تقول عنها أنها مقدسة.. كل كنيسة يجب أن تكون هكذا.. لهذا السبب نحن الأرثوذكسيين، وبالأخص في انطاكية، فيما نتألم ونطرد من بيوتنا ويشنع بنا، لا نقاتل أعداءنا.. فليكن واضحا إن كنيستنا الأرثوذكسية التي نحن أعضاء فيها لا تبارك ولا تقدس الحروب ولا تقول عن أي حرب أنها مقدسة.”
وختم رجل الدين المسيحي اللبناني بالقول: “من يقول هذا القول، أشك بأنه سمع كلام الرب يسوع: أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم”.