“متابعة- وطن”- بعد يومين فقط من تصريحات القائم بأعمال القائد العام لشرطة الإحتلال، اللواء “بنتسي ساو” والتي زعم خلالها أن “إستخدام السكاكين” من قبل شبان فلسطينيين لطعن الإسرائيليين هو “من وحي تنظيم داعش”، وأن السكين في المجمل “يرمز لهذا التنظيم”، ظهر أن تلك التصريحات التي أطلقها (ساو) قبيل تسليم مهام منصبه لنائب رئيس الشاباك، لم تكن من قبيل الصدفة، وإنما كانت في إطار تحضيرات لتغيير مسار الدعاية الإسرائيلية، وبدء تصوير الاضطرابات الحالية بالأراضي المحتلة على أنها مرتبطة بتنظيم (داعش).
ونشرت وسائل الإعلام العبرية، ومن بينها القناة الإسرائيلية العاشرة أيضا، أجزاء من مقاطع فيديو، مساء الأحد، تقول أن تنظيم (داعش) في سوريا والعراق من يقف وراءها، وهي المقاطع التي دعى التنظيم خلالها الفلسطينيين في القدس المحتلة لـ”الجهاد، وقطع رقاب اليهود”. حسب ما نشرته شبكة أرم الاخبارية.
وظهر “تسيفي يحزقئيل” محلل الشؤون العربية في تغطية إخبارية بالقناة الإسرائيلية العاشرة، مساء الأحد، معلقا على مقاطع الفيديو التي بثها التنظيم، ومحاولا الربط بين الفلسطينيين بالقدس المحتلة، وبين هذه المقاطع، في مسعى لإطلاق العنان لتغيير مسار التعاطي الإسرائيلي مع ما تصفها بـ”موجة الإرهاب الفلسطيني” والتي واجهت إسرائيل على إثرها انتقادات واسعة حول العالم، وفشلت في تبرير قمعها وقتلها للفلسطينيين لمجرد الاشتباه.
وسيعني ربط هذه الموجة باسم تنظيم “داعش” تخفيف الضغط عن كاهل إسرائيل، ومساعدتها على التنصل من جرائمها، بزعم أن الشبان الفلسطينيين بالأراضي المحتلة على صلة بالتنظيم، أو أنهم ينفذون تعليماته.
وركزت غالبية وسائل الإعلام العبرية على تلك المقاطع، ونسبتها لـ (داعش)، مستخدمة عبارات من شأنها أن تصيب الإسرائيليين أنفسهم بالهلع، بشكل ربما يكون متعمد، ولفتت إلى أنه “بعد أن كان تنظيم داعش بمنأى عن الأوضاع في القدس، ولكنه بدأ التدخل في القضية”، على أساس أنه على خلاف مع حركة (حماس)، التي لا تقود المقاومة ضد الاحتلال.
ربط الانتفاضة الفلسطينية بداعش
وبحسب التقرير الذي نشره الموقع الإلكتروني للقناة الإسرائيلية العاشرة، فإن مقاطع الفيديو “تدل على أن داعش يتحمل المسؤولية عن الإرهاب في الأراضي المحتلة، ويشجع الفلسطينيين على المضي في هذه العمليات، ويتوعد بالمجئ للقتال ضد إسرائيل واليهود”.
وفي المقابل قال موقع (واللا) الإسرائيلي مساء الأحد، أن داعش “بدأ يشن حربا دعائية ضد إسرائيل، ويمنح الفلسطينيين بالأراضي المحتلة دفعة لإعلان الجهاد ضد اليهود”، مشيرا إلى أن أحد المقاطع منسوبة للتنظيم في محافظة (نينوى) العراقية، وآخر يقول فيه أحد عناصر التنظيم أنه صادر عن المقاتلين في سوريا والعراق، بينما نشر فيديو ثالث يزعم أنه من (داعش) في مدينة كركوك العراقية، بينما جاء الفيديو الرابع من (داعش) في دير الزور، شرقي سوريا.
ويظهر تزامن نشر مقاطع الفيديو المنسوبة لـ (داعش)، والتي يبدي خلالها دعمه للانتفاضة الفلسطينية ويتوعد اليهود، فضلا عن المزاعم بأن كل منها صادر من مكان مختلف، أن الحديث يجري عن حملة منظمة، وأنها تنعكس في النهاية بشكل سلبي على صورة الفلسطينيين الذين يواجهون قمع الاحتلال الإسرائيلي بأسلوبهم الخاص، وتروج للمزاعم الإسرائيلية بأن ما يحدث في مدينة القدس وغيرها هو إرهاب مرتبط بتنظيم (داعش).