“خاص- وطن”- “ما أن يمر يوم حتى نقرأ في الصحف الدولية “العربية منها أو الاجنبية” تقارير يتحدث عن تورط روسيا في سوريا ودخولها مستنقع لن تخرج منه الا مهزومة, كما جرى الحال في افغانستان التي هزمت شر هزيمة”
واذا ما عدنا إلى عهد الاحتلال السوفيتي إلى افغانستان فإننا نجد أن السعودية وبمساعدة الأمريكان قررت دعم المجاهدين في أفغانستان بالعدة والعدد، الامر الذي قلب الطاولة على رأس الروس هناك ودفعهم إلى الانسحاب سريعا, وهذا الامر ما تطلع له الفصائل السنية المقاتلة في سوريا اليوم للحصول على الدعم السخي من قبل الأمريكان والسعوديين.
كافة التقارير الدولية تستذكر “هزيمة الروس في افغانستان” وهي الرسالة التي تحاول الفصائل المقاتلة ودول التحالف العربي أن توصلها إلى فلاديمير بوتين الرئيس الروسي باعتبار تدخله في سوريا “خطير جداً” وسيحدث تغيير كبير في قواعد اللعبة وسيدخل موسكو في مستنقع لن تخرج منه الا مهزولة.
الامر لا يقف عند التدخل العسكري في سوريا بل يصل إلى الحرب الاقتصادية بين روسيا ودول الخليج المصدر الرئيسي للنفط في العالم.
الكاتب بوريس زيلبرمانن الذي يشغل منصب نائب مدير العلاقات في الكونغرس الأمريكي في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات علق على هذا الأمر بالقول إن الرئيس الروسي بوتين تجاهل ما حصل للاتحاد السوفيتي في أفغانستان، الذي حدث بشكل أساسي حين قررت السعودية بالتعاون مع أمريكا دعم المجاهدين في أفغانستان بالعدة والعدد، ولا يخفى على أحد الآن غضب جميع الفصائل السنية المقاتلة في سوريا من المحاولات الروسية لدعم الأسد؛ سواء كانوا من الجهاديين أو المعتدلين، كما لا يخفي أن هناك دعوات سعودية لإنهاء الغارات الجوية الروسية”.
الحرب الإقتصادية بين موسكو والرياض جارية..
قد تبدو الأمور على السطح بأن هناك علاقة صداقة بين المملكة العربية السعودية وروسيا، وأنه في يوليو أعلنت المملكة العربية السعودية أنها ستستثمر ما يصل إلى 10 مليارات دولار في المشاريع الروسية الزراعية والأدوية والخدمات اللوجستية، وقطاعات العقارات والتجزئة الحقيقية، كما وقع الطرفان هذا الصيف اتفاق تعاون للطاقة النووية، يرافقه تقارير عن صفقات الأسلحة القادمة المحتملة.
ولكن في الوقت نفسه ووفقًا للكاتب، فإن “الحرب الاقتصادية السعودية ضد روسيا جارية، رغم أن إيران هي الهدف الأساسي، إلا أن الروس يشعرون بالعبء الأكبر”. حسب ما نشرته صحيفة “ناشيونال إنترست” الأمريكية
وأوضح “فبعد أن أصبح من الواضح بشكل متزايد أن روسيا وإيران ملتزمتان بدعم نظام الأسد في سوريا، رفض السعوديون الحد من زيادة المعروض من النفط في الأسواق العالمية، الأمر الذي أضر بالاقتصاد الروسي والإيراني بشكل واضح، حيث استندت ميزانياتهما على 80-90 دولارًا للبرميل، في حين وصل سعر النفط حاليًا إلى 45 دولارًا”.
صراع ديني سيحول سوريا إلى مقبرة..
وبحسب الكاتب فإنه “إن قررت السعودية دعم المجاهدين وتزويدهم بالأسلحة المتطورة، فإن القتال في سوريا سيسير على خطى الجهاد الأفغاني، لكنه سيجعل من العالم مكانًا أكثر خطورة، خاصة أن بعض الدعاة السعوديين وصفوا الصراع مع روسيا بأنه صراع ديني، بعد أن وصفت الكنيسة الأرثوذوكسية في روسيا، التدخل الروسي العسكري في سوريا بأنه معركة مقدسة”.
وعرج الكاتب على قول رجل الدين السعودي عبد الله المحيسني الموجود في سوريا حاليًا بأن “سوريا ستكون مقبرة للروس، وأنها ستكون أفغانستان أخرى لموسكو”، إضافة إلى البيان الذي أصدره 52 عالمًا من علماء السعودية، باعتباره يعبر عن ردة فعل جمعية ضد روسيا، وفقًا للصحيفة.
امريكا قررت والتمويل سعودي..
المغرد السعودي الشهير “مجتهد” قال إن الإدارة الأمريكية قررت بعد تردد وخوف كبيران تزويد الفصائل السورية المسلحة- التي وصفها بالموالية لها- بمضادات طيران متطورة. ليجيب بذلك على سؤال كيف ستهزم السعودية روسيا في سوريا.
وفي التفاصيل حسب قال مجتهد في تغريدة نشرها على مواقع التواصل الإجتماعي “تويتر”.. إن السعودية هي الجهة التي ستمول تلك الأسلحة بعد تردد وخوف أمريكي أن تقع هذه الأسلحة في يد “جبهة النصرة” الموالية لتنظيم القاعدة في سوريا أو تنظيم الدولة الاسلامية داعش”.
ولفت مجتهد إلى أن الهدف من تلك الخطوة ليس حماية الفصائل السورية من القصف “بل” كسر هيبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد أن خدع الامريكان وزعم أن وجوده في سوريا لقصف “الدولة والنصرة” ثم فاجأهم بقصف فصائلهم.
موسكو ترد على الرياض..
صحيفة لوموند الفرنسية قالت إن أغلب الهجمات الروسية تستهدف الفصائل التي تدعمها الرياض, مشيرة إلى أن وزير خارجية السعودي، عادل الجبير، عرض في أواخر أيلول/ سبتمبر في اجتماع الأمم المتحدة؛ الخيار العسكري للإطاحة ببشار الأسد، لكن بعد يوم واحد فقط من تصريحاته أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طائراته المقاتلة “سوخوي” لإنقاذ هذا الديكتاتور السوري.
وأشارت الصحيفة إلى أن أغلب الضربات الروسية استهدفت الجيش السوري الحر، الجناح الأكثر اعتدالا في المعارضة، وجبهة النصرة، التي تمثل فرع تنظيم القاعدة بسوريا، وتنظيم أحرار الشام، أحد أقوى الجماعات الإسلامية المسلحة، وتمثل هذه الفصائل مجتمعة العمود الفقري لجيش الفتح.
هذا الهدف الحقيقي وراء إصرار الرياض..
وقالت الصحيفة إن الرياض زادت من تصميمها على الإطاحة بالأسد، خاصة بعد أن بدت على هذا النظام علامات الضعف والتراجع أمام مقاتلي المعارضة، وهي تهدف من خلال ذلك إلى كسر المحور الشيعي (طهران – دمشق – حزب الله)، وذلك بهدف مواجهة النفوذ الإيراني بالمنطقة.
وقالت الصحيفة إن التدخل الروسي قلب الموازين ووضع السعودية في مأزق، ونقلت عن جان مارك ركلي، المتختصص في شؤون دول الخليج، أن “السعودية أمامها خياران، إما زيادة دعمها لفصائل المعارضة، أو تركهم ينضمون لتنظيم الدولة وجبهة النصرة”.
ونقلت الصحيفة عن جمال خاشقجي، الصحفي المقرب من العائلة الحاكمة بالمملكة، قوله: “بعد أن أرسلت إيران قواتها لسوريا، دخلنا في حرب حقيقية، ينبغي أن نزيد من دعمنا للمعارضة، لكن الوقوف ضد روسيا ليس بالأمر السهل، فذلك يتطلب موافقة الولايات المتحدة الأمريكية، كما حصل من قبل مع أفغانستان، لكن المشكلة الآن تكمن في البيت الأبيض، حيث أن القرار لم يتخذ بعد”.
واعتبرت الصحيفة أن قيادات السعودية لم تتفق على موقف واحد، بين من يدعو إلى مواصلة دعم المعارضة المسلحة، على غرار عادل الجبير، والأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، في حين يدعو آخرون إلى التفاهم والحوار مع روسيا. ويدعم هذا التوجه محمد بن سلمان، نجل الملك ووزير الدفاع.
ونقلت الصحيفة عن تيودور كاراسيك، وهو محلل أمني يتخذ من دبي مقرا له، أن “الرئيس فلاديمير بوتين ومحمد بن سلمان قد انسجما مع بعضهما في أول لقاء لهما في سان بطرسبرغ في حزيران/ يونيو الماضي”.
واعتبرت الصحيفة أن السعودية وجدت نفسها في وضع استراتيجي صعب، بعد أن فشلت مع حلفائها في إنهاء الحرب في اليمن بنصر حاسم يكفي لإجبار خصومها على الخضوع، مع انخفاض سعر النفط الذي أثقل كاهل ميزانية المملكة، وهما أمران جعلا القيادة السعودية تستنجد بمبلغ 70 مليار دولار من صندوق الاستثمارات في الخارج لتغطية العجز في الميزانية.
حلفاء السعودية تركوها في الميدان لوحدها..
وذكرت لوموند أن القضية السورية شهدت انسحاب عدد من حلفاء الرياض في المنطقة، فبعد انسحاب مصر التي أشادت بالضربات الجوية، فضل الأردن والإمارات التراجع أيضا عن دعمهما للسعودية. إذ إن كل طرف له حساباته المعقدة، فالقاهرة تشيد بالضربات الروسية لرغبتها في القيام بضربات مماثلة بليبيا، بحسب الصحيفة.
أما موقف الإمارات المعادي للإخوان المسلمين والمجموعات المسلحة المتشددة فلم يتغير، وبالنسبة الأردن فهيو يرفع شعار الحياد، نظرا لحدوده الممتدة مع سوريا، وخوفا من انتقال الصراع لأراضيه.
وأشارت الصحيفة إلى أن منطقة الخليج العربي أصبحت في مرمى الحركات الإرهابية، وخير دليل على ذلك الهجمات الأخيرة على السعودية والكويت.
ونقلت عن رجل أعمال فرنسي قريب من القيادات الخليجية قوله: “إن الكثير من العرب أصبحوا يراهنون على القوة الروسية لمواجهة الإرهاب، خاصة بعد فشل الولايات المتحدة في هذه المهمة”.
كما ذكرت الصحيفة أن بعض العرب يعتقدون أن التدخل الروسي سيقلص من النفوذ الإيراني في المنطقة. ولكن بحسب بيتر هارلينغ، العضو في مجموعة الأزمات الدولية، “فإن روسيا أظهرت دعمها المباشر لبشار الأسد ولإيران في المنطقة، ما جعل صورة روسيا الوسيط في الأزمة تتلاشى أمام عيون كل من السعودية وقطر وتركيا”.
وقالت الصحيفة إن شيوخا ودعاة إسلاميين سعوديين رفعوا راية الجهاد ضد روسيا في سوريا، وهو شبيه لما حصل إبان التدخل السوفييتي في أفغانستان في العام 1979.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول سعودي، رفض الإفصاح عن هويته، قوله على إحدى القنوات الإخبارية: “إن الدعم العسكري للمعارضة سيتضاعف”، ما ينذر بتواصل الحرب في سوريا.
وستكون الشهور المقبلة فيصلية في التدخل الروسي بسوريا الامر الذي يضع منطقة الشرق الأوسط في وضع لا تحسد عليه..
تعليق واحد
The Russian were not defeated in Afghanistan. The first thing Khomeini did after the revolution was to ask the US to remove its military and spying installations from Iran. The US plsnned to move its installation to Afghanistan. When the Russian discovered this they invaded Afghabistan and installed a government that was loyal to them. When this was accomlished they withdrew. These idiot jihadists cannot defeat a super power especially in a country which is mostly a desert with no forests like Vietnam where fighters can hide.