“سيكون للبرلمان الجديد قوة أكثر من الماضي، لكن يتخوف الكثيرون من ألا يكون سوى ختم لتعليمات السيسي. يفهم الشباب ذلك ولا يجدون فائدة من الذهاب لصناديق الاقتراع”.
هذا ما خلص إليه موقع “walla” الإسرائيلي، لدى تعليقه على الانتخابات البرلمانية في مصر، مضيفا أن الرئيس السيسي يمكنه الآن أن ينام بهدوء في ظل عدم وجود معارضة حقيقية لسياساته، مع انتخاب برلمان موال له.
وقال :”يتوقع المحللون السياسيون أن يتشكل برلمان مروض يتكون من ائتلافات موالية للسيسي. هذا إلى جانب كتل مبعثرة من أحزاب أخرى وأشخاص من عهد الرئيس المعزول حسني مبارك، ولن يكون لجميعهم سوى القليل من التأثير الحقيقي”.
في شهر يونيو 2012 حلت محكمة مصرية مجلس الشعب الذي انتخب بشكل ديمقراطي، ومنذ ذلك الوقت وحتى تنصيب البرلمان الجديد، يستحوذ السيسي على قوة التشريع. كان يسيطر على البرلمان حتى حله حزب الإخوان المسلمين الذي وصل للحكم في أعقاب ثورة 2011، التي انتهت بالإطاحة بالرئيس حسني مبارك، بعد 30 عام في الحكم. بحسب الموقع الإسرائيلي.
“walla” تابع قائلا:”بعد مرور عام، أطاح السيسي، الذي كان وزيرا للدفاع، بالرئيس المنتخب محمد مرسي، وحظر جماعة الإخوان الإسلامية، هذا علاوة على سجن الآلاف من أعضائها. وانتهت العملية عندما انتخب (السيسي) في يونيو الماضي رئيسا للبلاد”.
ولم ير الموقع ما يثير الاستغراب من تدني نسبة التصويت في اليوم الأول للانتخابات كون المصريين “ضاقوا ذرعا”، بعدما زاروا صناديق الاقتراع مرات عديدة منذ عام 2011. وبحسب الموقع فإن “حظر جماعة الإخوان المسلمين أيضا، وسجن الآلاف من أعضائها وناشطيها أفقد الكثير من المواطنين ثقتهم في العملية الديمقراطية”.
ومضى يقول:” مع وجود رموز الثورة خلف القضبان، يحجم الكثير من الشباب المصري عن الخروج للتصويت، رفضا لترسيخ الوضع القائم. فهم يبدون لا مبالاة، وناقمون على النظام وسياساته”.
فقا للتوقعات- يقول “walla”- سيكون البرلمان مواليا للرئيس، حتى المستقلين سيكونون موالين لأحد الائتلافات التي سوف تسيطر على البرلمان الجديد، وبينها ائتلاف “في حب مصر”، المؤيد للسيسي، والذي من المرجح أن يسيطر. هناك ائتلاف آخر لديه فرص كبيرة للفوز في هذه الانتخابات هو “الجبهة المصرية” التي يقودها رئيس الحكومة السابق أحمد شفيق المؤيد للسيسي”.
في ظل غياب “الإخوان المسلمين” على الساحة، يبقى “النور” الحزب السلفي الوحيد الذي لا يزال يشارك في السباق، حتى هو يؤيد السيسي، على الأقل ظاهريا. وفقا للتقرير الإسرائيلي.
وزاد “walla” بالقول :”سيكون للمشرعين تأثير على سياسات الحكومة والموازنة بشكل أقوى من الماضي. بالإضافة إلى ذلك، سيكون لمجلس النواب القوة للموافقة أو لرفض شخص رئيس الحكومة الذي يعينه الرئيس، كذلك فإنه مخول للتقدم بمشروع قرار لحجب الثقة عن الرئيس بأغلبية ثلثي الأعضاء. لكن في الحقيقة، يمكن للرئيس أن ينام بهدوء في ظل غياب معارضة حقيقية”.