أثارت نسبة مشاركة النساء الفلسطينيات في الهبة الجماهيرية التي تشهدها الأراضي الفلسطيني “انزعاج” الإسرائيليين وخاصة في عمليات الطعن ورشق الحجارة, الامر الذي يثير التساؤلات حول دور المرأة الفلسطينية في الانتفاضة الثالثة.
وفي مقال نشره الكاتب الإسرائيلي يؤاف شاحام أشار فيه إلى الإسرائيليين انتبهوا إلى أن نسبة النساء الفلسطينيات المشاركات بالهبة الشعبية الجديدة مرتفعة، وهذا مقارنة بالسنوات السابقة والمواجهات السابقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
في تقرير بثّه هذا الأسبوع من مخيّم شعفاط للاجئين في القدس، قال المراسل الإسرائيلي أوهاد حمو من أخبار القناة الثانية: “ما يلفت النظر هو العدد الاستثنائي للنساء المشاركات في الاحتجاجات والمشاركات بشكل فاعل في المواجهات، ملقيات الحجارة، واللواتي يتصدرن الجبهة”.
وقد وقف حمو على مميّزات النساء اللواتي يخاطرن بأجسادهنّ وبحياتهم ويشاركن بشكل فاعل في المواجهات مع القوات الإسرائيلية: ذوات وعي سياسي منفتح، عازبات، يتمسكن برأيهن. يرتدي بعضهنّ الحجاب وأخريات لسن متديّنات جدّا.
بالإضافة إلى ذلك، هناك من يذكّر بدور النساء “المرابطات” اللواتي يتواجدن حول المسجد الأقصى منذ سنوات. ورغم أنّ الحضور الرمزي للنساء تلخّص بصرخات “الله أكبر” تجاه اليهود الذين دخلوا إلى منطقة المسجد الاقصى، فإنّ المشاعر القوية التي يثيرها المسجد الأقصى في أوساط الفلسطينيين جعلت من هؤلاء النساء – ومعظمهنّ كبار في السنّ – رمزًا للصراع. وفق المقال الذي نشرته صحيفة المصدر الإسرائيلية.
هناك من يعتقد أنّ عمر ظاهرة المقاومة النسائية هو قديم كعمر المقاومة الفلسطينية بأسرها، ويذكرون دلال المغربي، ليلى خالد، تغريد البطمة وشادية أبو غزالة كنماذج لظاهرة كانت موجودة طوال سنوات الكفاح الفلسطيني من أجل الاستقلال.
ولكن في سنوات مضت، وخصوصا في فترة الانتفاضة الثانية، انتفاضة الأقصى، لم يكن دور النساء مركزيًّا كما يظهر في الأسابيع الأخيرة. رغم أن النساء قد شاركن في تنفيذ العمليات ضدّ اليهود، ولكن من وراء كل امرأة قتلت يهوديا وقف رجل أرسلها إلى هناك، وخصوصا أولئك الذين استغلوا ضعفهن واستغلّوا حقيقة أن القوى الأمنية الإسرائيلية لن تشكّ بالمرأة. حسب ما ذكر الكاتب.
وفي حالات عديدة لاحظت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أنّ النساء اللواتي خرجن لتنفيذ عمليات فدائية قمنَ بذلك في أعقاب اكتئاب، قلب مكسور، أو (رغبة بالتكفير عن عمل قمن به مسّ بكرامة أسرهنّ) !!.
كانت آمنة منى استثنائية في هذا السياق، والتي في الواقع قادت خلية اختطفت وقتلت فتى إسرائيليا، وتمّت محاكمتها بالسجن مدى الحياة ولكنّ تم إطلاق سراحها في صفقة جلعاد شاليط.
ليس هناك شكّ بين المحللين الفلسطينيين والإسرائيليين للتأثير المحسوس للربيع العربي على نسبة مشاركة النساء المرتفعة في الاحتجاجات. لقد قدّمت النماذج التي جاءت من دول عربية مجاورة، وخصوصا من مصر، لنساء قويات وعنيدات يقدنَ الاحتجاجات دون خوف، إلهاما للنساء الفلسطينيات.
ويقول الكاتب الإسرائيلي الفهلوي كما يقال في نهاية مقالته إن الأعين الإسرائيلية مفتوحة على هذه الظاهرة, وإذا كان الرجال الفلسطينيون في الماضي قد استخدموا النساء من أجل إرباك العدوّ، فأصبح الإسرائيليون يشتبهون اليوم بالنساء الفلسطينيات تماما كما يشتبهون بالرجال.. وما يقصده الكاتب هنا طبق على الأرض في عمليات القتل الممنهجة التي باتت تتبعها إسرائيل ضد النساء الفلسطينيات وكان أخر تلك العمليات الجبانة قتل الفتاة بيان عسلية في مدينة الخليل بدعوى محاولة طعن جندي إسرائيلي وللأسف الصور كانت أصدق من كل الروايات الإسرائيلية.