حمل رئيس تحرير صحيفة “المصريون” جمال سلطان بشدة على دور دولة الإمارات في المنطقة، وذلك في مقال له بعنوان:” الدور الوحشي للإمارات في دعم الثورات المضادة”، على حد تعبيره. وقد كتب سلطان مقاله ووصفه “الشرس” مدفوعا بأنباء التعذيب التي تعرض لها معتقلون ليبيون وفق ما تؤكد منظمات حقوق الإنسان بصورة متطابقة ومتواترة وسط تجاهل إماراتي رسمي لجميع المناشدات التي تطالب بإطلاق سراح معتقلين ليبيين مضى على اعتقالهم أكثر من عام مثل سليم العرداة وكمال الضراط منذ أغسطس 2014.
واستهل سلطان مقاله، على الرغم من جهود الإمارات للظهور في العالم العربي كنموذج متحضر وإنساني للتطور المدني والتنظيم العمراني والثراء والرفاهية ورعاية الفن والأدب والثقافة و”الحنان” الأخوي تجاه الشعوب العربية التي تحتاج إلى العون، إلا أن الغرور المتزايد لم يعد ينجح في إخفاء الوجه الآخر البشع لها كشريك في الثورات المضادة في عدة عواصم عربية وشراكتها في العنف الدموي ضد الشعوب والتدخل الخطير في صراعات سياسية داخلية حولها من صراع سياسي سلمي إلى دموي كما هو الحال في ليبيا، وأوشك على إسقاط المشروع الديمقراطي في تونس “، على حد وصفه.
وتابع سلطان، زاعما، “عقب نجاح الثورة الليبية، رغبت الإمارات في الاستحواذ على ليبيا، سياسة وأمنا واقتصادا، غير أن ذلك لم يكن ممكنا بوجود أبناء الثورة في قيادة الدولة، فكان التخطيط لدعم ثورة مضادة تنهي آثار ثورة فبراير”، وفق اتهامه.
وقال سلطان، وتدخلت بشحنات الدولارات الضخمة لشراء البرلمان الجديد، ثم بدأ الانقلاب يظهر كاملا بتجريم كل قوى الثورة الليبية ووصفها بالإرهاب وتصفية الرموز والقيادات التي خاضت المعركة ضد القذافي، فكان أن تفجرت ليبيا بالغضب بعد أن بدا أن ثورة مضادة تستولي على السلطة لحساب الإمارات”، على حد تعبيره.
وأضاف سلطان، “ومن جانبها قامت الإمارات بدعم وتسويق الجنرال خليفة حفتر لينهي كل شيء بالدم والسلاح ، فتحولت ليبيا إلى حرب أهلية مأساوية جديدة ، وما زالت”.
واستطرد سلطان، كانت الإمارات تحاول ترويض عدد من رجال الأعمال الليبيين المقيمين على أرضها من سنوات، لكي يكونوا جزءا من مخططها في ليبيا، إلا أن بعضهم أبدى تحفظه ورفض أن يكون عميلا مأجورا، فكان أن تم اعتقال حوالي اثني عشر رجل أعمال منهم وتغييبهم في معتقلات بشعة وإخضاعهم للتعذيب وعزلهم عن العالم لشهور طويلة، قبل أن تضطر للإفراج عن بعضهم تحت ضغوط دولية كبيرة ومتوالية”، على حد وصفه.
وتطرق سلطان إلى المعتقل الليبي المفرج عنه رفعت حداقة، قائلا، “وبحسب رواية حداقة لوكالات الأنباء على هامش مشاركته في ندوة عقدها البرلمان الأوروبي في بروكسل، ناقشت ملف المعتقلين الليبيين في الإمارات يوم (13|10) الجاري، قال: إنه لا زال يعاني من آثار الصدمة بعد 10 أشهر من إفراج السلطات الإماراتية عنه، متسائلا “كيف يمكن أن يحدث ذلك في دولة كالإمارات؟ وهي المعروفة بطيبة أهلها وكرم ضيافتهم، ودستورها وقوانينها التي تحرّم هذه الأفعال الإجرامية”، ينقل سلطان.
ونقلا عن “حداقة” قال سلطان، “لقد تسبّبوا لي بمشاكل صحية ونفسية وخسائر مادية كبيرة؛ لقد أرهبوا عائلتي واحتجزوا جوازات السفر الخاصة بأفرادها”، مستطردا “لا أستطيع نسيان صوت بكاء زوجتي وأطفالي وحالة الفزع التي أصابت إبني الصغير أثناء هجوم قوات جهاز أمن الدولة الإماراتي عليّ واعتقالي أمام مرأى عائلتي، كل ذلك وأنا لم أرتكب أي جرم ولم أخالف القانون بأي شكل من الأشكال”.
وأسهب سلطان في وصف ما تعرض له “حداقة” نقلا عنه أيضا، “وضعت في زنزانة إنفرادية بها ضوء قوي جدا ومزعج للغاية مُنار على مدار الساعة، وكنت أفترش الأرض عقب مصادرة السجانين للفراش، شتموني وأهانوني واستهزأوا بي وبالشعب الليبي، ورأيت من صنوف العذاب ما أعجز الآن عن سرده، ليس لأنه كان مفاجئا لي فقط ومن غير مقدمات، ولكن لأنه كان وحشيا للغاية التي بلغت حد حرماني من النوم لأكثر من أسبوع، مع ما يرافق ذلك من عمليات تعليق وضرب لم أتوقعها في يوم من الأيام”، مستطردا “مازال أزيز سياط الأمن وعصيهم يرن في مسامعي”.
واختتم سلطان مقاله، بالقول، “انتهى كلام الضحية الليبي (حداقة)، وما زالت المنظمات الدولية تحاول الإفراج عن باقي الليبيين المختطفين هناك”.