صدر مؤخرا عن المجلس البلدي لبلدة برينتونيكو الإيطالية قرارا بإجراء محاكمة لسيدة إيطالية اتهمت بكونها ساحرة وأعدمت بفصل الرأس عام 1716. بالتالي فإن قاضيا سيستمع للادعاءات في هذه القضية بغية تبرأة ساحتها بعد أكثر من 300 عام.
ووفقا لمؤرخ محلي الذي درس الملفات بخصوص عملية إعدام الفتاة في هذه البلدة الصغيرة، فإن ماريا برتوليتي تولديني لم تكن سيدة مميزة جدا على وه الخصوص، بل كانت أرملة دون أولاد والتي تزوجت ثانية في آب/ أغسطس 1715، قبيل اعتقالها بقليل، بشتى التهم ومنها قتل الأطفال، جعل الأراضي بور، التسبب بأضرار لكرم عنب محلي، الهرطقة والتكفير. وحتى أنها اتهمت بإلقاء طفل في الخامسة من العمر في وعاء من الجبنة المغلية.
ودينت توليديني بالتهم المذكورة وأعدمت علنا بقطع الرأس في المكان الذي بات اليوم المتنزه الأخضر في هذه البلدة الهادئة على جبال الألب شمال إيطاليا.
طفت القضية على السطح من جديد بعدما قاد مسؤول الثقافة المحلي كوينتو كانالي حملة لتبرأة ساحة السيدة التي قتلت قبل نحو ثلاثة قرون. وأكد أن ما دفعه للقيام بذلك هو بعدما رأى ممثلا يعيد تمثيل الحدث مسرحيا في إحدى شوارع البلدة لجذب السواح، مؤكدا أن هذا التمثيل “يحرم الضحية من انسانيتها”.
وقال كانالي “هل هناك من يفكر بإجراء مسرحية فولكلورية ساخرة من أوشفيتس؟ اذا نظرنا الى تاريخنا هناك أمرا أخطأنا فيه تجاه الإنسانية فعلينا تصحيح هذا الخطأ”.
وتابع “هذا الامر مهم اليوم كما كان قبل مائة عام أيضا. حدثت عملية إعدام غير مشروعة، وما كان يجب أن تتم. قتلوا شخصا بدوافع وهمية. كانت بريئة”!
من جانبه يقول المؤرخ كارلو اندريا بوستينغر الذي درس الملفات حول هذه الحقبة التاريخية من ماضي البلدة الصغيرة، مؤكدا أنه كانت هناك بعض العوامل المجهولة في ملف تولديني، ومنها من كان أول من اتهمها بممارسة السحر. لكنه رجّح كما نساء آخريات، على الأرجح كانت هدفا لبعض أفراد عائلتها حول الورثة.
ويؤكد المؤرخ أنه بعكس المئات من النساء والرجال الذين قتلوا لتهم الهرطقة بأيدي محاكم التفتيش الكنسية في العصور الوسطى في أوروبا، فإن قضية هذه السيدة فريدة من نوعها إذ أن محكمة مدنية حكمت عليها بتهم ممارسة السحر والقتل وأعدمتها.
ويرجح المؤرخون أنه ما بين 50 الى 60 ألف شخصا معظمهم نساء قتلوا وأعدموا في الفترة بين أواخر القرن الخامس عشر ومطلع القرن الثامن عشر بتهم ممارسة السحر.
ورغم موافقة المجلس البلدي لبلدة برينتونيكو على إعادة محاكمة السيدة بغية تبرأتها من التهم المنسوبة لها، يرى عمدة المدينة كريستيان بيرينزوني إن الاعتراضات التي قدمت بالأخص حول ما اذا كان من المهم التداول بقضية كهذه بعد مرور 300 عام على حدوثها. وأكد “أعتقد أن هناك قيمة رمزية للقيام بذلك، كذلك بما يخص مكانة النساء”.