(وعد الأحمد- وطن “خاص”)
عُرض على قناة TRT التركية برنامج للكاميرا داخل مطعم ضم عائلة سورية لاجئة.
وفي مستهل الفيديو الذي ترجمته جريدة “عنب بلدي” إلى العربية يشير الممثل “نونجا” الذي نفذ المقلب إلى العائلة المؤلفة من شاب وسيدتين بصحبة طفلين مخاطباً النادل: “هل هم عرب سوريون” ثم يطلب منه أن يخرجهم من المطعم، لكن النادل يعتذر منه قائلاً: “سيدي إنهم زبائن كيف نخرجهم؟” فيجيبه منفّذ المقلب:” لكنهم سوريون” فيرد عليه النادل باستغراب:”ولو كانوا سوريين إنهم في النهاية أناس” فيعيد “نونجا” سؤاله:”هل تقبلون السوريين أنتم” فيرد عليه “نعم من الطبيعي أن نقبلهم”هذا ليس عائقاً– يقصد كونهم سوريين- وبدا مجموعة من الاتراك وهم يتابعون المشهد باستغراب فيتدخل أحدهم ليسأله:”من أين أنت” فيجيبه: “من أنقرة” فيجيبه:”وهؤلاء سوريون” ويضيف بنبرة زاجرة:”لا تعطل الموظف عن أداء عمله”.
وحينها ترتفع حدة النقاش بين نونجا والأتراك الذين انبروا للدفاع عن العائلة السورية.
فيبدي الأول استعداده لدفع ثمن الوجبات التي سيتناولها اللاجئون كنوع من الإستخفاف بهم، مما يثير حنق الأتراك من هذا التصرف وحينما يسأله أحدهم :”لماذا يجب أن يذهبوا” يرد بالبرودة ذاتها: “لأنهم ليسوا من هنا” وحينما يصرّ نونجا على إخراج العائلة السورية متذرعاً بأنهم يأكلون بأيديهم، يسأله التركي:” هل هذا المكان هو قهوة لوالدك “فيقول له:”لا هذه قهوة في بلدي” ويكرر قوله “أنهم يأكلون الطعام بأيديهم” وهنا يحتد المواطن التركي ويقول له:”أغلق فمك” وهنا يُخرج نونجا من جزدانه الشخصي مبلغاً يدفعه للنادل قائلاً:” هذا ثمن طعامهم تفضل” فيرد عليه النادل لا تعطيني ثمن طعامهم”، فيتدخل المواطن التركي مجدداً ليقول له بحدة:”لن يتم إخراجهم أخي الكبير وإذا أخرجتهم سيحصل مشكلة”.
وفجأة يقف صاحب المقلب ويمشي متمتماً:” آتي إلى هنا منذ سنوات” ويتابع وسط دهشة الحاضرين:”لن أعود مرة أخرى” فيقول له مواطنه التركي: “لا تأتي إلى هنا ولا تذهب إلى أي مكان”.
وهنا يتدخل شخص تركي آخر ليعلّق على الموقف بهدوء وروّية: “نحنا لسنا في حرب هنا دولة ديموقراطية، نحن في سلام وهؤلاء الناس لجأوا إلينا وتابع: “في الحقوق والقانون لا يحق أن تكون لك ردة فعل على هؤلاء” وأضاف: “يجب أن نعاملهم من منظور الإنسان فقط لا أحد فوق أحد كلنا إنسان”.
والمفارقة أن أفراد العائلة السورية المعنية جلسوا بصمت طوال النقاش المحتدم، ولم يتدخل أحد منهم في الحوار الذي كان يدور حولهم، رغم أن الموقف كان يبدو جدياً وليس مزاحاً مما يعطي انطباعاً إيجابياً عن دماثة أخلاق السوريين وتحليهم بالحكمة والصبر أينما حلوا.
تعليق واحد
لا يعبر المشهد عن دماثة أخلاق السوريين . فالسوريين مثلهم كغيرهم أهل كرم وضيافة و جود و نخوة و شهامة و لكن الرياح لم تسير في مبتغاهم و انقسم الشعب لفرق متعددة فمنها موالي ومنها معادي ومنها ومنها .
قد لا يمكن لوم العائلة السورية عند دخولها المطعم وذلك لانهم لا يتقنوا اللغة التركية . لكن بالرغم من لطافة المشهد أعجبني نخوة و شهامة الاتراك الذين في المطعم .