كشف تقرير نشره معهد دراسات الحرب أن نظام الأسد لم يحقق الكثير ميدانيا في الأسبوع الأول من الهجوم البري واسع النطاق ضد قوات الثوار، وهذا رغم الدعم الهائل من الغارات الجوية ومئات من التعزيزات الإيرانية الروسية المكثفة.
ووفقا لتقديراته، فإنه من المحتمل أن تكون العمليات ضد الثوار أصعب وأبطأ مما كان متوقعا من قبل إيران أو روسيا، مما ينذر بإطالة أمد الصراع وتفاقم التطرف، وفقا لتقرير المعهد.
ورأى التقرير أن نظام الأسد لم يحقق إلا مكاسب “تكتيكية” محدودة بعد أسبوع من إعلانه بدء “هجوم واسع” يهدف إلى “هزيمة الجماعات الإرهابية وتحرير المناطق والقرى التي عانت من الإرهاب” في شمال غرب سوريا. وقد أفادت تقارير أن الهجوم شمل تعزيزات على شكل “مئات” من القوات الإيرانية ووكلائها، بما في ذلك العديد من مقاتلي حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية العراقية.
وأشارت الصور التي نُشرت على وسائل الإعلام الاجتماعية إلى أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، أشرف شخصيا على العمليات في محافظة اللاذقية على الساحل السوري.
وفي الوقت نفسه، كما يقول التقرير، تلقى القوات الموالية للنظام أيضا المساعدة المباشرة من روسيا في شكل غارات جوية “متزامنة” مع العمليات البرية، فضلا عن الدعم المدفعي “هاوتزر” وعدة أنظمة إطلاق الصواريخ (آر إل إس) على أرض المعارك. وقالت مصادر الثوار إن مقاتلين روس شاركوا أيضا في الاشتباكات والإشراف المباشر على العملية من خلال غرفة العمليات الروسية الإيرانية المشتركة.
وتثبت خريطة مواقع هذه العمليات ومناطق استهداف الغارات الجوية الروسية أن موسكو وطهران تعتزمان إنقاذ الأسد وليس هزيمة تنظيم “داعش”.
ومع ذلك، وفقا لمعهد دراسة الحرب، فإن نظام الأسد وحلفاءه قد فشلوا حتى الآن في تحقيق مكاسب كبيرة. فهم يحاربون الثوار على طول الجبهات الثلاثة الرئيسة في مقاطعة شمال حماة، وسهل الغاب، ومقاطعة اللاذقية شمال شرق، على خط الجبهة طوله ما يقرب من 120 كيلو مترا.
وتشير تقارير مؤكدة، وفقا لما أورده المعهد، إلى أن قوات الأسد تمكنت من الاستيلاء على ست قرى ومدن فقط، في حين صدت قوات الثوار هجمات كبيرة ضد العديد من المواقع الرئيسية. وفي الوقت نفسه، تعرضت قوات الأسد لخسائر فادحة في العتاد والأرواح في مواجهة مقاومة الثوار المستميتة.
وفي الوقت نفسه، تكبدت القوات الحليفة للنظام خسائر ثقيلة، منها مقتل قائدين من حزب الله وكذلك مقتل اثنين من أبرز قادة الحرس الثوري الإيراني.
وقال التقرير إن استمرار الخسائر الفادحة قد يعرض القوات الموالية للنظام لهجمة مرتدة من قبل الثوار السوريين، حيث أصدرت غرفة عمليات “جيش الفتح” في إدلب جيش الفاتح عمليات الإفراج بيانا في 13 أكتوبر، قبل يومين، تدعو فيه إلى التعبئة والحشد لشن هجوم مضاد لتحرير مدينة حماة.