كتب: أميمة الجراح – (وطن – خاص)
نقلت صحيفة “بيزنيس انسايدر” عن تقارير غربية إشارتها إلى تنافس بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف ونائبه الأمير محمد بن سلمان على السلطة في حين تحاول أفراد من الأسرة المالكة تسجيل احتجاجهم نيابة عن شخصية ثالثة من الأسرة تدعي بأنها تحظى بدعم أقوى في الأسرة.
ورغم أن السرية تكتنف أوضاع الأسرة المالكة السعودية، أضحى الصراع بين ولي العهد ونائبه همسا في جميع أنحاء العالم العربي، إذ بدأ معترضون من الأسرة بنشر رسائل مفتوحة على الشبكة الدولية.
وكان القلق على ولاية العهد في خلفية زيارة الملك سلمان إلى واشنطن أوائل شهر سبتمبر الماضي برفقة نجله الأمير محمد. ورغم أن الأمريكان كانوا يريدون الحديث معه؛ لكنهم كانوا قلقين تجاه احتمال تنافسه مع ولي العهد محمد بن نايف الذي يرونه حليفا قويا ضد تنظيم القاعدة.
وتضيف التقارير أن المؤيدين للأمير محمد بن سلمان يرون أنه رمز لتغيير تحتاجه المملكة إذ أن لديه فكرة عن تنويع الاقتصاد والخصخصة ومستقبل مفتوح يكون أقرب إلى النمط الإماراتي.
وفي هذا الصدد وظف خدمات لشركات أمريكية استشارية لصياغة خطته للتحديث.
ويرى مسؤول أمريكي رفيع أجرى لقاء طويلا مع محمد بن سلمان أن رؤيته مؤثرة، مشيرا إلى أن الوضع السياسي الساخن قد تكون المرحلة الأولى لنشأة ثانية للمملكة التي تملك قدرات اقتصادية وسياسية وعسكرية، بينما يشير نقاده إلى أنه لا يملك الخبرة الكافية، مضيفين أنه رغم أنه أصبح بطلا للحرب اليمنية، تسببت تلك الحرب في تعزيز موقع القاعدة في اليمن وزادت من ضغط اللاجئين والمتمردين على الحدود السعودية.
وتؤكد مصادر أن الصراع الداخلي في الأسرة المالكة اشتد بعد عودة الملك سلمان من زيارته إلى واشنطن الشهر الماضي حيث قام بإقالة الوزير سعد الجبري بناء على طلب من ابنه، رغم أنه كان أكبر مستشار للأمير محمد بن نايف. وأقلق ذلك الأمر الغرب والولايات المتحدة لأن الجبري كان أقوى حلقة استخبارية بين المملكة والغرب، بينما يقال إن الجبري أثار أسئلة عن إستراتيجية الأمير محمد بن سلمان في اليمن حيث كان يرى أن ذلك سيعزز القاعدة هناك.
ولا تفوت الإشارة إلى أنه تم تقليل صلاحيات محمد بن نايف بتغيير تشكيلة الديوان الملكي لأولياء العهد في الماضي. ولا يوجد له ديوان خاص الآن بل يحتاج للاعتماد على نائبه محمد بن سلمان وبالتالي فإن الأخير على اتصال مباشر مع الملك وهو من يتخذ القرارات الهامة.
وفي غضون ذلك تضيف تقارير أن الصراع على العرش فتح جدلا واسعا في الأسرة المالكة حيث تم نشر رسائل مفتوحة من قبل أمراء تدعو إلى إقالة الملك وأولياء عهده. ونشرت أول رسالة من ذلك النوع في صحيفة الـ غاردين البريطانية في 28 من شهر سبتمبر المنصرم.
وأكد أمير معارض لأحد الكتاب الغربيين أنه كان يؤيد تعيين الأمير أحمد بن عبد العزيز وليا للعهد، علما أن أحمد ابن للملك عبد العزيز وعمره 73 عاما. وأضاف الأمير أن أحمد قد يكون خيار 85% من أفراد الأسرة المالكة. وسبق له أن تولى حقائب وزارة الداخلية لفترة وجيزة لكنه لم يكن في طابور أولياء العهد في أي وقت. وتشير المصادر إلى أن الأمير المعترض أثار قضية تهميش أبناء الملك عبد العزيز في رسالته الأولى وفي الثانية أحصى مواقع ضعف لدى الملك سلمان. كما أن رسالتين أخريين أيضا برزتا على السطح. ويقال إن أحدا آخر من الأسرة المالكة كتبهما.
ويرى خبراء أن الوضع الراهن سيبقى قائما إلى حين حيث يدير الملك سلمان الأموال ومحمد بن نايف يضبط الداخلية وشبكاتها وتبقى سيطرة محمد بن سلمان على وزارة النفط والمالية. ولا أحد يعرف كيف سيسكن غبار هذه العاصفة المرتقبة في الأسرة السعودية؟
أميمة الجراح – (وطن – خاص)