في خطوة رأى فيها مراقبون انتقاماً من الرمزية الكبيرة التي يمثلها صاحب الرصيد الأكبر من الأغاني الوطنية بين الفنانين اليمنيين ومن ألهب حماسة ملايين الرافضين للمشروع المذهبي الشيعي الموالي لإيران، أقدمت ميليشيات الحوثي على قصف منزل الفنان الكبير أيوب طارش بمدينة تعز جنوب غربي البلاد.
وفي تصريحات صحافية، أكد طارش أنه متواجد حاليا في مسقط رأسه بقرية الأعبوس الواقعة في ضواحي تعز، مشيرا إلى أن الحوثيين استهدفوا منزله في مدينة تعز بعدة قذائف أحدثت أضرارا في المنزل وأتلفت خزانات المياه في السطح. ولفت إلى أن ابنه الأكبر شادي كان متواجداً مع عائلته في المنزل لكن لحسن الحظ لم يصب أحد بأذى.
ويشتهر الفنان والملحن أيوب طارش من بين عمالقة الفن اليمني بأنه ملحن النشيد الوطني، الذي أصبحت نوتته لدى كل المراسيم والفرق الموسيقية الرسمية بمختلف دول العالم منذ توحيد شطري اليمن في 22 مايو 1990.
وخلال ما عرف بأحداث الربيع العربي في اليمن عام2011 كان أيوب طارش اليمني الوحيد الذي لا يختلف عليه المناهضين والموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وكانت أغانيه الوطنية تصدح في شارع الستين، الذي يتظاهر فيه المعارضون، وفي ميدان السبعين الذي يتجمهر فيه أنصار صالح. حسب ما ذكره موقع “العربية نت”.
وأكثر من ذلك، فقد تبارى مسؤولون كبار في كلا الجانبين لالتقاط الصور التذكارية معه والإعلان عن التبرع له بالملايين لمساندته في رحلته العلاجية إلى ألمانيا آنذاك، ومن بينهم نجل المخلوع صالح، العميد أحمد علي عبدالله وأبرز معارضيه الشيخ حميد بن عبدالله بن حسين الأحمر.
غير أنه ومنذ تنفيذ الحوثيين لانقلابهم على الرئيس عبدربه منصور هادي ونظامه الشرعي، سعت الحركة المتمردة إلى إسكات هذا الصوت الجماهيري بداية من حجب أغانيه ومنع بثها في التلفزيون أو الإذاعة الحكومية وصولاً إلى قصف منزله.
وقال الناشط الشبابي محمد سليم: “الأغاني الوطنية للفنان الكبير أيوب كانت أكبر سلاح معنوي للنظام الجمهوري وأكثر إيلاما للنظام الإمامي الذي أسقطته ثورة 26 سبتمبر1962 والذي يسعى الحوثيون لإحيائه، وهذا الأمر جعل الحركة المتمردة ناقمة على فنان الوطن الأول”.