“خاص- وطن” لا شبه بين اليوم والبارحة, عندما أستشهد الطفل الفلسطيني محمد الدرة مع بدايات الانتفاضة الفلسطينية الثانية على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة شاهدنا كيف ثارت بعض الشعوب العربية وخرجت من كل فج عميق للتضامن مع الشعب الفلسطيني, ولكن اليوم وبعد 14 عاما على تلك الانتفاضة وفي مكان أقدس من قطاع غزة الا وهو مدينة القدس المحتلة شاهدنا كذلك نفس المشهد ولكن أقسى من مشهد قتل محمد الدرة..
هذه المرة تكررت الجريمة مع الطفل أحمد المناصرة أبن 13 ربيعا الذي ادعى الاحتلال الاسرائيلي طعنه مستوطنا إسرائيليا في قلب مدينة القدس, ففي الدولة العنصرية إسرائيل يكفي أن تسمع مستوطنا متطرفا غير معروف له “لا أصل ولا فصل” يقول بصوت عال “إرهابي إرهابي” حتى يسقط فلسطينيا مدرجا بدمائه أمامك دون أي ذنب حتى ولو كانت تلك الكلمات مجرد مزحة.
ولكن الغريب في الأمر حجم ردود الأفعال العربية على حادثة الإعدام الإسرائيلية للطفل الفلسطيني فقد كانت ردود الافعال غاضبة لدرجة أن الجميع تفاعلوا بقوة كبيرة على هاشتاج حمل وسم #اعدام_طفل_فلسطيني, منددين بالحادثة (..), والغريب والأغرب من ذلك أن العرب كانوا قبل أن نشهد ثورة الانترنت وانتشار وسائل الاعلام الاجتماعي يتظاهرون بالشوارع على حوادث مشابهة سواء في فلسطين أو غيرها كما جرى الحال في الاحتلال الامريكي للعراق وما قبلها, ولكن اليوم يقوم العرب بثوراتهم على تويتر والفيس بوك وكفى الله المؤمنين شر القتال. !!
بالأمس القريب شهدت العواصم العربية جمعاء تظاهرات لم تشهدها من قبل قلبت الرأي العام العالمي على إسرائيل عندما اعدم جنودها الطفل محمد الدرة, ولكن للأسف وصل بنا الحال اليوم إلى التظاهر فقط عبر الهاشتاجات ووسائل التواصل الاجتماعي فقط.
واللافت الذي كان غالبا على الهاشتاج أن “العرب ينتقدون صمت العرب” على ما يجري في فلسطين (..), فكتب “لاجئ” @Refugee148 27 معلقا على #اعدام_طفل_فلسطيني بالقول ” الله يرحمك يا بطل .. والله إنك بألف رجل والله عزيمتك وإرادتك هزمت جيوش العهر العربية المتخاذلة “.
صابر عليان @saberalian 35 علق على #اعدام_طفل_فلسطيني قائلاً ” ما كان للصهاينة أن يتجرأوا على دمائنا ويغتالوا أطفالنا لو كان خلفنا أمةً كريمةً وجيوشاً عربية بحق، صمتكم هو نكبتنا “. فيما علق @ElBlancoooooo على مقطع الفيديو قائلا ” المقطع كافي يحرك الدم بكل قلب حي لكن مستحيل هالطفل يحرك بحكام العرب الا حبر على ورق من الشجب #اعدام_طفل_فلسطيني “.
الصورة والفيديو كفيل أن يحرك الحجر فأين الضمير العربي..