حمّل القيادي الفلسطيني، مروان البرغوثي، المعتقل بالسجون الإسرائيلية، الاحتلال مسؤولية ما يجري بالأراضي الفلسطينية، وانتقد تقاعس المجتمع الدولي، لنصرة فلسطين وشعبها.
البرغوثي وفي مقال كتبه من سجنه ونشره في صحيفة “ذي غارديان” البريطانية، دعا العالم، “لحل الأسباب الرئيسية للعنف، والمتمثلة في منع الفلسطينيين من التمتع بالحرية”، وحيا في الوقت ذاته “الجيل الجديد من الفلسطينيين” لمقاومتهم الاحتلال الإسرائيلي.
صحيفة “ذي غارديان” ذكرت أن نشر البرغوثي لمقاله يأتي قبل انعقاد اجتماع في وقت لاحق هذا الأسبوع للجنة الرباعية الدولية (تضم الأمم المتحدة، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وروسيا)، لبحث المساعي للتوصل لاتفاق سلام، وفي ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
وكتب البرغوثي في مقاله “هذا الجيل الجديد من الفلسطينيين، لم ينتظر حتى يتم تنظيم مباحثات للتسوية، لكي يظهر وحدة وطنية فشلت الأحزاب السياسية في تحقيقها، جيل يتجاوز الانقسامات السياسية والتقسيم الجغرافي”.
واعتبر أن هذا الجيل “لم ينتظر التعليمات لنيل حقوقه، وتنفيذ واجبه، ومقاومة هذا الاحتلال. لقد قام بذلك من دون السلاح، بينما تواجهه أحد أكبر القوى العسكرية في العالم”.
كما حذر البرغوثي من كون الممارسات والجرائم الإسرائيلية، لا سيما بالأقصى، لا تدمر فقط حل الدولتين على حدود عام 1967 وتنتهك القانون الدولي، بل إنها تهدد بتحويل الصراع السياسي القابل للحل إلى حرب دينية لا نهاية لها، من شأنها أن تقوض الاستقرار في منطقة تعاني بالفعل من اضطرابات غير مسبوقة.
وبخصوص التصعيد الحالي، قال البرغوثي إنّ ما يجري لم يبدأ بقتل مستوطنين إسرائيليين، بل “بدأ قبل ذلك بوقت بعيد، وتواصل طيلة عدة أعوام، ففي كل يوم يتم قتل الفلسطينيين، وإصابتهم، واعتقالهم”.
وأضاف “في كل يوم يتقدم الاحتلال، ويتواصل الحصار على شعبنا بغزة، ويستمر القمع والتنكيل”.
إلى ذلك، لفت البرغوثي إلى أن “المشكلة الحقيقية تتمثل في اختيار إسرائيل للاحتلال على أنقاض السلام، واستغلالها للمفاوضات كذريعة لتنفيذ مشروعها الاستعماري. كل حكومات العالم تدرك هذا المعطى البسيط، بيد أن العديد منها تتظاهر بأن العودة لنفس وصفات الماضي قد يسمح لنا بالحصول على الحرية والسلام”.