رأت صحيفة “نيويورك تايمز” الاميركي إن “الرئيس الأميركي باراك أوباما غير مستعد للمخاطرة بتصعيد الصراع، وليس لديه استراتيجية لهزيمة تنظيم “داعش”، لافتةً الى ان “الرئيس الأميركي كان قد حدد نهجه في التعامل مع الأزمات مثل الحرب الأهلية في سوريا في “الصبر الاستراتيجي والمثابرة”، لكن مع تدخل روسيا عسكريا بشن ضربات جوية، فإن ما وصفه أوباما بالصبر يبدو الآن لكثير من معارضيه شللا”.
ورأت الصحيفة الأمريكية انه “أي كان اسمه، فإن مستشاري أوباما يقولون إنه لا يوجد ما يمكن أن يفعله لتغيير الوضع على المدى القصير. فهناك مقترحات بتنظيم اجتماعات خلال الأيام المقبلة، إلا أن أوباما أوضح أنه غير مستعد لمواجهة الروس والمخاطرة بالتصعيد، كما أنه ليس لديه استراتيجية واسعة جديدة لحل الصراع أو هزيمة “داعش”، مشيرةً الى “تصريح المستشار السابق بالبيت الأبيض والذي عمل سفيرا لدى روسيا قبل عودته لجامعة ستانفورد، مايكل ماكفول، حيث أكد أنه لا يوحد حل عنده هذه المرحلة، وما سيفعلون هو احتواء الأمر”.
ولفتت الصحيفة إلى أن “أوباما يرى أي اقتراحات بعمل أكثر قوة على أنها وصفة لكارثة. ويبحث مستشاروه عما إذا كان من الممكن فعل أي شيء لحماية حلفاء المعارضة السورية المستهدفين من قبل القوات الروسية، لكنهم غير مستعدين لتقديم أسلحة دفاعية لاستخدامها ضد الطائرات الروسية. ويعترف مستشارو أوباما أنهم ربما يكونوا قادرين على مساعدة حلفائهم على مواجهة القصف الروسي لكن بعد فوات الأوان”، موضحةً أنهم “تركوا في مواجهة لغز سياسات الشرق الأوسط الذي يبدو أن تحريك كل جزء فيه للوصول إلى حل متماسك يصبح بعيد المنال بدرجة أكبر، فكل يوم يمر يوضح مدى عدم وضوح الخطوط، وهي النقطة التي تجلت مرة أخرى عندما سقطت صواريخ كروز روسية موجهة لأهداف سورية على إيران”.
وذكرت الصحيفة ان “مستشاري أوباما اوضحوا أن الرئيس الأميركي قد ينتظر بشكل أساسي نتيجة التدخل الروسي”، لافتةً الى ان “الرئيس وفريقه المحبطون من عدم قدرته على حل الأزمة خلال أكثر من أربع سنوات، قد أعربوا عن ثقة هادئة في أن موسكو لن تكون بالتأكيد أكثر نجاحا”. وأكدت الصحيفة ان “هذا لا يعني أن أوباما لن يقوم بإجراء تغييرات تكتيكية على الأرض. بل إن إدارته تمضي قدما في خطط لممارسة ضغوط جديدة على مدينة الرقة، عاصمة “داعش” الفعلية، وتقديم الذخائر وربما أسلحة لقوات المعارضة السورية وربما زيادة الضربات الجوية”، معتبرةً ان “ما يظل غير واضح ما إذا كان هذا سيغير التوازن العام في أرض المعركة. فمنذ بداية الحملة الجوية، شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها أكثر من 7300 ضربة جوية في سوريا والعراق، إلا أن “داعش” لا يزال يسيطر على مساحات واسعة في كلا البلدين”.