على ذلك الحاجز اللعين ( قلنديا ) الذي يفصل القدس عن شمالها، والضفة عن قلبها يقف فتيان بعمر الورود سنيناً والرجولة مواقفا ًوشهامة.
يتسلحون بحجرٍ يفوق حجمه قبضات أيديهم، وبقلوب في حبها تقترب من حجم الوطن حباً وعظمة، يدحرجون على عجلٍ بعضاً من إطاراتٍ قديمة لإشعالها إيذاناً ببدء مواجهة لم تنتهِ في ساحة لم تهدأ منذ زمن طال ويطول.
يتحاورون بتمتماتٍ لا يتقنها إلا عشاق الوطن. يتناوبون في المواقف والمواقع وأولويات العمل، ببرائة الأطفال وحكمة الرجال يبدأون العزف نشيداً للوطن بفعلٍ مقاوم هم فيه السادة وهم صناع القرار.
وعلى الطرف الآخر يقفُ الطغاة مدججين بكل ما لديهم من آلة حرب وسلاح عدوان وفاشية محتلٍ وغاصب: ويبدأ الحوار وكلٍ يحاور بما وجدَ لأجله وما يؤمن به ويُتقن.
الأطفال يلقون ما لديهم من حجارة بعزيمة الحق وقوة الإيمان مسلحة ببرائة لا تنتهِ وطفولة لم تكتمل وشباب لم يبدأ بعد.
يتراكضون هنا وهناك. يرفعون الأكفَ صوب السماء بدعاءٍ يتناغم وقدسية الجمعة ويومها. يعيدون ما وصل من قنابل الغاز وسمومها صوب الغاشم.
يهللون من فوق منابرهم الصادقة مواعظ الإيمان بالوطن والقضية والشعب ببرائة وعيهم الذي لم يلوث بعد.
وهناك يقف المحتل مسلحا بكل حديث من تكنولوجيا القتل والقمع والدمار. عقيدته الباطل والأسطورة وعتاده الحقد. يلقي بكثافة بكل انواع الرصاص والقنابل والأعيرة، ومع هذا يبقى حذراً وخائفاً من حجر ألقاه صبي بقبضة بريئة ,
هذا هو المشهد الذي يحتاج الى ألف رواية ورواية تأتي بحكايات حبٍ للوطن يصيغها أطفال تجاوزوا الرجال فعلاً وقولاَ ومواقفاً … أنهم أطفال فلسطين رجال الواقع
نشأت القريوتي