نشرت صحيفة ” شبيجل” الألمانية مقالا للكاتب ” كريستوف رويتر” سلط الضوء فيه على الأسباب الرئيسية التي قادت رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى الطلب من الروس بالتدخل في بلاده ضد معارضيه رغم اصطفاف الإيرانيين إلى جانبه.
الكاتب الألماني تطرق بإسهاب إلى الأسباب الحقيقية في مقاله ناقلاً عن أحد المسؤولين الروس الذين عملوا في السفارة السورية لفترة طويلة القول بأن هدف ” الأسد ” من استدعاء روسيا ليس فقط أعداءه بل أيضاً أصدقاءه – يقصد الإيرانيين – .
وأضاف المسئول الروسي ” الأسد ومن حوله خائفون من الإيرانيين، وهناك غضب من التكبر الإيراني الذي يتعامل مع سوريا كمستعمرة، كما أن السوريين لا يثقون في أهداف طهران، ولذلك فإن السوريين يريدوننا في البلاد ”
وقال الكاتب إن الحرس الثوري الإيراني ولمدة طويلة خطط ونفذ للعمليات الأهم للنظام السوري، فقد كانوا مسئولين عن العدوان الناجح على حلب في الشمال، و درعا في الجنوب، وهو أحد المجموعات الذي ينوي استكمال ” الثورة الإسلامية ” أي انتصار الشيعة على السنة، وهم دولة داخل الدولة ، ويمتلك العديد من الشركات، ولا يوجد سلطة للرئيس الإيراني على المجموعة .
وتابع الكاتب : أهدافهم تذهب إلى أبعد من إعادة الوضع إلى ما كان عليه في سوريا ، ففي 2013 صرح أحد مخططي دخول إيران لسوريا “حجة الإسلام مهدي طائب ” أن سوريا هي المحافظة الإيرانية رقم 35 ، وهي ولاية استراتيجية لنا .
ورأى “كريستوف ” أن إيران قد استخدمت العديد من الوسائل لتثبيت قدمها في سوريا عن طريق الوسائل العسكرية والمدنية
فعسكريًا قامت إيران بتقوية إمكانيات الميليشيا الشيعية حزب الله في المناطق الحدودية في لبنان ، ويحتوي الجيش السوري التقليدي على الآلاف من المسلحين الذين تم تدريبهم في إيران .
وعلى الصعيد المدني قامت إيران بتغييرات كبيرة ففي اللاذقية ودمشق وجبلة قامت بإنشاء عدد متزايد من الحسينيات ليس فقط لتحويل السنة إلى المذهبي الشيعي بل لتحويل أيضاً العلويين – الطائفة التي ينتمي إليها الأسد – إلى الإسلام الشيعي، بالإضافة إلى إصدار الحكومة بتدريس مواد شيعية في المدارس المملوكة للدولة .
وتابع الكاتب: كل ذلك سبّب تذمراً لدى للعلويين، وبدأوا في التعبير عن عدم رضاهم إذ اشتكت امرأة علوية قائلة “لقد عادو ا بنا آلاف السنين للوراء ، إننا لا نرتدي غطاء للرأس ولسنا شيعة ” كما أن هناك غضبًا من فتح المساجد الشيعية في اللاذقية ، كما أن إيران قامت بشراء الأراضي والمباني في دمشق، وتحاول توطين الشيعة من بلدان أخرى فيها.
ويلخص “طالب إمام ” المنتمي للطائفة العلوية الذي فر إلى هولندا منذ سنوات عدة الموقف بالقول “الأسد يريد الإيرانيين كمقاتلين إلا أنهم بالتدريج يتدخلون أيديولوجيا في الشؤون الداخلية”.
واعتبر الكاتب أن أبرز دليل على النفوذ الإيراني هي المفاوضات التي أجرتها إيران مع المتمردين السوريين بما فيهم جبهة النصرة للوصول إلى اتفاق حول مدينة الزبداني؛ إذ أجرت طهران هذه المفاوضات مباشرة دون تدخل من دمشق .
وخلص الكاتب إلى أن إيران قد تخلصت من جميع المحيطين ببشار وأنه الآن تحت حمايتهم، ومن السهل جداً أن يتخلصوا منه إذا أرادوا.
تعليق واحد
صح النوم يا قرود عشت منذ الأزل مع السنة دون أن يتدخل في حياتكم أحد أم المجوس يريد منكم ان تبدلو جلودكم