نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية تقريرا نقلت فيه عن دبلوماسيين قولهم ان الضربة الروسية أدت لإحباط المساعي الأمريكية والحلفاء لإنشاء مناطق آمنة في شمال وجنوب سوريا.
ونقلت عن دبلوماسيين قولهم إن المسؤولين الأمريكيين كانوا قد اقتربوا من اتفاق لفرض مناطق حظر جوي ضد نظام الأسد يعتمد على خطط تقدمت بها تركيا والأردن بداية العام الحالي.
ويعتقد الكثير من المسؤولين أن قرب فرض المناطق هذه في الشمال والجنوب دفع موسكو إلى شن الغارات الجوية والتدخل العسكري الذي بدأ التحضير نهاية الشهر الماضي.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي أوروبي بارز قوله: “السبب الرئيس لما يحدث هو التركيز المتجدد على سوريا والحاجة إلى نوع من الحل السياسي، وهو ما اعتقدنا أننا سنحققه بفرض مناطق حظر جوي ومناطق آمنة”، إلا أن “أي أمل للتعاون مع الروس لإنجاز هذا، حتى في ضوء نشر القوات المفاجئ، قد تلاشى”.
ووفقا للمحلل “جاستين برونك”، الباحث في المعهد الملكي للدراسات المتحدة في لندن، فقد “أصبحت القوات الروسية في وضع يجعل من فرض حظر جوي على الطريقة الليبية الذي فرضته الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها أمرا غير ممكن إلا إذا استعد دول التحالف الدولي لقصف المقاتلات الروسية”.
وأفاد أن “الروس لا يلعبون بفكرة تجنب التصادم في الجو، ولكنهم يقولون: ابتعدوا عن طريقنا. وعليه فعمليات التحالف في سوريا ستكون معقدة من زاوية تقييم المخاطر ومن ناحية التخطيط للعمليات”. وقالت الصحيفة إن مهام الاستطلاع ستتأثر وتصبح معقدة أكثر.
ونقل عن مسؤول في الحلف الأطلنطي أن المنظمة تتوقع رؤية “تكتيكات الحرب الباردة” وتلك الأساليب التي استخدمتها روسيا مع دول بحر البلطيق. وترى الصحيفة أن منع دول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من إنشاء مناطق آمنة مهم لموسكو. فمع تراجع مساحة المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، خاصة في الأشهر الماضية، فإن إنشاء مناطق حظر جوي وآمنة كان سيجبر النظام على التفاوض، مما كان سيؤدي إلى تراجع التأثير الروسي.
وعليه، فبعد التدخل الروسي، فأي عملية سياسية ستجري بناء على الشروط التي تريدها موسكو. ويقول “أليكس كوتشاروف” المحلل الروسي في مؤسسة “أي أتش أس جينز” للاستشارات الدفاعية: “تخدم العمليات العسكرية الروسية المصالح السياسية، ويضيف أن خطط الناتو والولايات المتحدة لإقامة مناطق حظر جوي تذكر بوتين بليبيا “فقد شعر بوتين بالصدمة للإطاحة بنظام القذافي” و”هناك دوافع شخصية لكل هذا”.