قال رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل إن بعض الأطراف العربية- التي لم يسمها – حاولت مطالبتنا التهدئة، والصمت على ما يجري في المسجد الأقصى من انتهاكات إسرائيلية يومية.
وأضاف الشيخ رائد صلاح في تصريحات صحافية قائلاً ” هذا الامر جرى أن طلب منا قبل عام ونصف بالضبط “, مضيفا “إن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو، يتحمل المسؤولية الكاملة عمّا يجري من تصعيد في الضفة الغربية والقدس، لمحاولته العبث في المسجد الأقصى، ظنًا منه أن الحالة العربية الضعيفة والمرتبكة، ستتيح له تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود”.
وتابع ” الأحداث القائمة برأيي لن تتوقف، بل ستتحول إلى انتفاضة عارمة، إذا لم يدرك نتنياهو خطيئته حين مس بمشاعر المسلمين عبر الاعتداء من قبل شرطته على النساء والمرابطين والمسجد الأقصى”.
وعن الموقف العربي إزاء المسجد الأقصى، قال الشيخ صلاح” هناك حالة ضعف كبيرة، لكن من بين المواقف المتقدمة تصريح الملك عبد الله الثاني، الذي أكد فيه على أن المسجد الأقصى إسلامي، لا يمكن تقسيمه”.
وتابع الشيخ صلاح” إن أهم المواقف التي حصلنا عليها خلال اتصالاتنا مع الدول والشخصيات العربية والإسلامية، موقف تركيا ممثلًا برئيسها طيب رجب أردوغان، الذي قال لنا في اجتماع معه الشهر الماضي” إن من يمس المسجد الأقصى، سيلعب بالنار، وأن تركيا لن تقبل أي مساس بواقع المسجد الأقصى”.
وفي هذا الشأن قالت مصادر مطلعة على سير الأحداث لـ”وطن” إن الأردنيين دخلوا على خط الوساطة لتهدئة الأوضاع في الضفة الغربية والقدس المحتلة بعد أن طلبت إسرائيل رسميا من مصر التوسط وتدخل الأردن كذلك, لحفظ ماء الوجه بعدما وصلت المرحلة إلى اندلاع انتفاضة ثالثة في الأراضي الفلسطينية.
وأضافت المصادر أن الجميع بات يتلمس رأسه في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة العربية على وجه الخصوص وخاصة سوريا, الامر الذي دفع مصر والأردن للتدخل سريعا بوساطة إحدى دول الخليج لتهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية, الامر الذي بادرت إليه إسرائيل سريعا في محاولة لتقديم بادرة حسن نية منها وضبط مستوطنيها فأقدمت على رفع القيود التي فرضتها على المصلين لدخول المسجد الأقصى.
وكانت الشرطة الاسرائيلية قد قيدت دخول المصلين لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى في القدس، وسمحت بذلك فقط لمن هم فوق 50 عاما من الرجال من المقدسيين والعرب الاسرائيليين، ولم تضع قيودا على النساء.
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو كشف عن وجود اتصالات متواصلة مع الأردن ومصر وأطراف أخرى، لمواجهة ما أسمته “موجة الأكاذيب وتوضيح الحقائق”، ما يعني أن الهدف من هذه الاتصالات يتمثل في تطويق الغليان الفلسطيني المتصاعد في الأراضي المحتلة.
واتهم نتنياهو الحركة الإسلامية في الداخل، بقيادة الشيخ رائد صلاح، بالوقوف وراء “التحريض” في الأعوام الأخيرة، متوعداً بـ”معالجة أمرها”، على حد قوله.
كما توعد نتنياهو بمحاسبة مؤيدي فريق كرة القدم الفلسطيني “أبناء سخنين”، بادعاء أنهم هاجموا رجال الشرطة الإسرائيلية أمس ورفعوا أعلام فلسطين، وبصقوا على عناصر الشرطة، بعد انتهاء مباراة مع نادي “بيتار القدس”
وهدأت حدة المواجهات التي اندلعت على مدار الأيام الماضية في الضفة الغربية والقدس المحتلة والتي ادت إلى سقوط عدد من الشهداء الفلسطينيين وعشرات الإصابات, في الوقت الذي بات قطاع غزة برميل بارود يهدد إسرائيل بموجة تصعيد جديدة من شأنها ان تشعل الجبهة الجنوبية كما جرى العام الماضي من حرب ضروس سقط فيها أكثر من 2000 شهيد فلسطيني واستطاعت المقاومة الفلسطينية من وضع تل أبيب ومحيطها في دائرة الصواريخ المصنعة محليا على مدار 52 يوميا.
السلطة الفلسطينية من جانبها سارعت وعلى لسان رئيسها محمود عباس إلى التأكيد أنها لا يريد تصعيداً عسكرياً ولا أمنياً مع إسرائيل بعد أيام من المواجهات الدامية مع إسرائيل قتل فيها أربعة فلسطينيين وأربعة إسرائيليين.
وأضاف عباس، خلال اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في مكتبه: “نحن نقول لهم لا نريد تصعيداً عسكرياً ولا أمنياً بيننا وبينكم. لا نريد”.
وتابع قائلاً: “هذا قلناه بالفم المليان وكل تعليماتنا إلى أجهزتنا والى تنظيمنا وإلى شبابنا وإلى جماهيرنا: نحن لا نريد التصعيد”.