أثارت تصريحات قائد الانقلاب العسكري المصري الجنرال عبد الفتاح السيسي، والتي غازل فيها المملكة السعودية عندما امتدح دورها في خدمة الحجيج وأنه يمتد لألف عام، جدلا واسعا وسخرية النشطاء والمؤرخين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال السيسي: “لا بد أن نكون منصفين؛ لأنه من غير المعقول بعد ألف سنة والأشقاء في السعودية يقدمون خدمة الحج، والعيد لديهم هو خدمة الحجاج لا يمكن لأحد يتصور ويزايد على هذا الدور”، جاء ذلك خلال كلمته أمس الاثنين في احتفالات مصر بالذكرى الثانية والأربعين لحرب أكتوبر، في مقر الكلية الحربية.
واعتبر مراقبون تلك التصريحات مجرد “غزلا” سياسيا للسعودية، في محاولة لامتصاص غضب السعوديين من السيسي، على إثر مواقفه المتباينة الأخيرة مع سياسات المملكة، وآخرها دعمه للحملة العسكرية الروسية على سوريا، في موقف يتناقض جوهريا وكليا مع ما تعلنه السعودية سواء من رفض وتنديد بهذه الهجمات، ودعوة لإيقافها، أو رفض قاطع وصريح لوجود الأسد في مستقبل سوريا.
بدورهم اعتبر مؤرخون ونشطاء أن تصريحات السيسي – يوما بعد يوم – تدل على قلة ثقافته وعدم تركيزه فيما يقول، وعلق أساتذة تاريخ ومؤرخون حول عمر الدولة السعودية وعمر خدمتها للحجيج قائلين : ” إن عمر الدولة السعودية ذاته لم يتخطى الـ 80 عامًا، غير أن خدمة الحجيج كانت تتبع الدولة التي بيدها الخلافة سواء الدولة العثمانية، ومن قبلها الأشراف، حيث كان يخدم الحجاج قبل الإسلام قريش، وبعد ظهور الإسلام تعاقبت الدول عليها “.
وأشاروا إلى أنه “أول من كسا الكعبة المشرفة هي مصر وقت عهد المماليك أثناء حكم الظاهر بيبرس”، كما كانت مصر مسؤولة عن الحجاج في شمال إفريقيا وغرب إفريقيا، وبقيت حتى عام 1963، حين أرجعت السعودية السفينة المصرية؛ التي كانت تحمل معونات لحكام المدينة المنورة ومكة المكرمة”، بحسب أستاذ تاريخ بجامعة القاهرة .
أما النشطاء فتناولوا التصريحات بمزيد من السخرية والتهكم، متسائلين هل هو مفعول الرز؟، وقال الناشط السعودي المعارض عمر بن عبد العزيز، ساخرا: “السيسي من كثر الرز ما عاد يركز”، مستشهدا بتصريحاته أمس نقلا عن وكالة الأناضول-. ووافقه “كينج” قائلا: “الرز له مفعول سحري رائع! ”
بينما قالت صاحب حساب “المحبة” : ” الراجل عوز رز ماعدش بيفرق بين اﻷلف سنة والمية.. أدووه رززز ”
وتهكم “مازن” قائلا : ” شكلوا قالها بجلسة مع محمد عبدو صاحب مقولة (النبي سعودي)”
ورأى “دان بدري” أنه ليس جديد على “السيسي”، قائلا: “عادي.. عادي يا جماعة محدش يركز معاه دا قال لربنا “حضرتك تساعدنا” خلاص بقى عدوها وخليكوا حلوين “.
وسخر “الشقاوي” من عدم تركيز السيسي، قائلا: ” في نفس اليوم قال للرئيس التونسي : يا فخامة الرخيص” .
فيما وصفه “عمرو العباس”: “هاتف عملة زود العملة يزود الكلام والسنين”
وسخر صاحب حساب ” تغريدة مرتلة”، قائلا: “كلام السيسي يؤكد أنه سبب الهجمة التي قام بها القرامطة على بيت الله الحرام وسرقة الحجر اﻻسود كانت بسبب عدم تزويدهم بالرز #السعودي آنذاك “.
يذكر أن الخلافات السعودية المصرية باتت تطفو على السطح ويجاهر بها الاعلام المصري دون هوادة في مختلف الملفات في المنطقة سواء على صعيد الأزمة اليمنية أو السورية أو التدخل الروسي في سوريا.. وغيرها، بالرغم من وقوف المملكة بجانب نظام الانقلاب منذ اليوم الأول الذي أطاح فيه بأول رئيس ديمقراطي مدني مصري منتخب .