هاجر مع أسرته وهو طفل من مصر في سبعينيات القرن الماضي إلى مدينة “ديترويت” الأمريكية، ولكن تدرجه في المراحل التعليمية هناك دفعه لمغادرة المدينة والاستقرار في مدينة “نيويورك” ليحقق حلمه بالحصول على درجة الدكتوراه من جامعة كولومبيا، بل والتدريس بنفس الجامعة، ومن ثم عاد مرة أخرى إلى موطنه في “ديترويت” ليتولى أرفع منصب في إدارة الصحة هناك.
إنه الدكتور عبد الرحمن السيد المصري الأمريكي البالغ من العمر 30 عاما، الذي عاد مؤخرا للمدينة التي نشأ في ضواحيها الشمالية، ليشغل منصب الرئيس التنفيذ لهيئة الصحة العامة بمدينة “ديترويت” الأمريكية.
وبحسب موقع “ديترويت نيوز” الأمريكي قال السيد، الذي شغل أيضا منصب أستاذ مساعد في قسم علم الأوبئة في جامعة كولومبيا، إن منصبه الجديد الذي تولاه شهر سبتمبر المنصرم، يعد تجربة فريدة من نوعها بالنسبة له، مشددا على أنه يأخذ مهام وظيفته الحكومية الجديدة على محمل الجد”، مشيرا إلى أن “ديترويت” تعد منشأه، بيد أنها تغيرت كثيرا منذ مغادرته لها لفترة طويلة بحكم تدريسه في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك الأمريكية.”
وأشار السيد إلى أن هناك دائما سؤال يُطرح عليه دائما، وهو “من أين أنت ؟ .. هل أنت من أمريكا؟ هل أنت من مصر؟ بالنسبة لي، فأنا أجيب دائما على هذا السؤال بالقول: أنا من ديترويت.
ونجح الطبيب المصري بعد حصوله على درجة البكالوريوس مع أعلى وسام في علم الأحياء والعلوم السياسية من جامعة ميشيجان الأمريكية، في الحصول على درجة الدكتوراه في الصحة العامة من جامعة كولومبيا، حيث عين زميل بالجامعة. وهو حاصل أيضا على دكتوراه في الفلسفة من جامعة أكسفورد .
وبالإضافة إلى عمله كأستاذ في قسم الوبائيات وكلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا بنيويورك، ترأس السيد برنامج نظم العلوم بجامعة كولومبيا فضلا عن تحليلات الأبحاث العالمية لصحة المواطنين.
ومن جانبه، أشاد عمدة مدينة ديترويت بالطبيب المصري قائلا ” إن عبدالرحمن السيد شخص بارع وموهوب في إدارة أعمال الصحة العامة”.
وأضاف معلقا على نبأ توليه لمنصب الرئيس التنفيذ لهيئة الصحة العامة بمدينة “ديترويت”، “أثق في أن السيد سيقود عملية إعادة هيكلة إدارة الصحة لدينا لبدء معالجة صحة المجتمع بشكل عام بطريقة شمولية لم سبق تنفيذها من قبل”.
وبعد حل إدارة الصحة في “ديترويت” قبل عامين بسبب الشكاوى من عدم الكفاءة، عادت الإدارة مرة أخرى لتشغيل الخدمات الصحية تحت ولاية وزارة الصحة في الخريف الماضي.
وفي هذا السياق أكد الطبيب المصري أنه سيعمل على قيادة الإدارة لتصبح أكثر قوة ومواكبة للمستقبل.
وتابع بالقول “ينطوي جزء من عملية تطوير الإدارة على إتاحة الخدمات الصحية العامة في أحياء المدينة بدلا من التركيز فقط على تقديم الخدمات في مرافق الوزارة.
وأشار إلى قضايا السمنة ووفيات الرضع والعنف المجتمعي ستكون في صدارة أولويات المرحلة الأولى من توليه منصب الرئيس التنفيذي.
وقال السيد إنه سيتم الاعتماد على خبرة بحثه كطالب دراسات عليا وأستاذ، والتي ركزت على فهم لماذا السكان المهمشين يعانون مشاكل صحية أسوأ من نظرائهم، وخاصة فيما يتعلق بالولادة المبكرة، ووفيات الرضع والسمنة.
واختتم الطبيب المصري بالقول: “إن منصبي الجديد يتيح لي الفرصة لتجاوز مرحلة طرح حلول للمشكلة إلى مرحلة تنفيذها على أرض الواقع”.