أعدت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرا عن الأوضاع في الشرق الأوسط وبخاصة التدخل الروسي في سوريا لدعم حليفهم بشار الأسد في محاولة من قبل رأس الحربة موسكو لإبقاء الأسد في منصبه, لافتة إلى أن دول الخليج بما فيها تركيا تخطط لرد عسكري في الوقت الذي رفع فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من المخاطر في سوريا.
الصحيفة البريطانية أشارت إلى أن القصف الجوي الروسي لمواقع الثوار في سوريا أغضب عددا من الدول في المنطقة التي تحاول الإطاحة ببشار الأسد.
ونقلت الصحيفة عن محللين أن السعودية وقطر وتركيا من المرجح الآن أن يزيدوا من مساعداتهم العسكرية للمجموعات التي يدعمونها في سوريا والمناهضة لـ”الأسد”.
وذكرت الصحيفة أن قوى إقليمية مولت وسلحت بهدوء ولكن بشكل فعال مجموعات مسلحة ثورية في سوريا ضد حكومة دمشق ، ويستثمرون بقوة في صراع يرونه جزء من صراع إقليمي أوسع على النفوذ مع إيران.
وأضافت أنه في الوقت الذي شنت فيه روسيا عشرات الغارات الجوية في سوريا، أعلنت هذه الدول بشكل واضح أنها ملتزمة على الأقل بالإطاحة ببشار الأسد في وقت تسعى روسيا للحفاظ عليه.
ونقلت الصحيفة عن “جولين بارنس داسي” من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن التدخل العسكري الروسي يمثل انتكاسة كبرى للدول الداعمة للمعارضة السورية خاصة في المنطقة مثل قطر والسعودية وتركيا ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى رد قوي مضاد لهذا التصعيد.
وتحدث محللون عن أن الرياض ركزت دعمها للثوار جنوب سوريا بينما تركيا وقطر دعمتا الثوار في الشمال ومن بينهم أحرار الشام.
واعتبرت الصحيفة أن قطر والسعودية تمتلكان التمويل والاتصالات والرغبة السياسية للرد على التصعيد الروسي، في الوقت الذي تنشغل فيها تركيا بإجراء انتخابات برلمانية في ظل ما تشهده البلاد من اضطرابات داخلية بعد انهيار وقف إطلاق النار مع الأكراد. وفق ما نقلته شؤون خليجية.
وأشار “داسي” إلى أن الملك سلمان بن عبد العزيز أظهر استعداده للعب دور أكثر حزما واتخاذ المملكة للإجراءات بنفسها، مضيفا أن السعودية إذا رأت أن الوضع يخرج من يدها وأن الإيرانيين يعززون وضعهم في سوريا، فمن المرجح أن نرى ردا أكثر قوة من قبل المملكة.
وتحدثت الصحيفة عن أن المملكة تخشى من أن الولايات المتحدة ربما تتراجع عن إستراتيجيتها المتمثلة في احتواء إيران، وذلك بعد توقيع الاتفاق النووي مع طهران قبل أشهر.