في مقال ناري نشرت صحيفة “ميدل ايست مونيتور” مقالا للكاتب “أسا ونستانلي”, تطرق إلى الحملة التي يقودها رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي ضد مدينة رفح المصرية في محاولة منها لخنق قطاع غزة الفلسطيني, مشيراً إلى أن حملة السيسي التي دمر فيها مدينة رفح جاءت من أجل خدمة إسرائيل ومنع دخول الأسلحة إلى حركة حماس الفلسطينية.
الكاتب تطرق كذلك إلى تقرير منظمة “هيومان رايتس ووتش” الذي ألقى الضوء على حجم جرائم الديكتاتورية المصرية ضد أهل سيناء؛ إذ أورد التقرير أن الجيش قام بإخلاء وإزالة ما لا يقل عن 3225 منزلًا منذ أن تولى السلطة في انقلاب يوليو 2013، وتم إجبار الأبرياء على ترك منازلهم في وقت قصير مع دفع تعويضات قليلة أو دون تعويضات.
وقالت المنظمة -نقلًا عن إحدى السيدات-: “لقد اعتدت أن أصنع الطعام بنفسي للجنود، وأقدم لهم الشاي، وكانوا يأتون ويجلسون تحت شجرة الزيتون ليستظلوا بظلها، لقد أوصتني أمي قائلة: الشجرة هي مسؤوليتك لقد تغذيتي وتربيتي عليها، وحتى في أوقات الحرب عندما لم نستطع أن نجد الطعام اقتتنا على زيتها والآن لا أستطيع أن أفعل شيئًا… سامحيني يا أمي ماذا بوسعي أن أفعل”.
وأشار الكاتب إلى الحصار الإسرائيلي الشرس المفروض على قطاع غزة منذ 2007، مما يعني أن الأنفاق الأرضية أصبحت شريان الحياة لتزويد القطاع بالمؤن الأساسية التي ترفض إسرائيل بحصارها السادي تزويد القطاع بها كعقوبة لهم لتصويتهم في الاتجاه الخطأ في انتخابات ديمقراطية عام 2006، كما استخدمت فصائل المقاومة هذه الأنفاق لجلب الأسلحة بهدف الدفاع عن المنطقة الساحلية الصغيرة ضد الهجمات الإسرائيلية.
وأضاف أنه منذ عودة الجيش المصري إلى السلطة مرة أخرى في انقلاب يوليو 2013، قام بحملة ضد الأنفاق أكثر من الإدارات السابقة، وقام بتحطيم العديد منها عن طريق الغمر بالمياه.
وتابع الكاتب: لقد كان عبدالفتاح السيسي قاس جدًا و لم يتحمل أي معارضة، وحرفيًا تم إطلاق النار على المحتجين في الشوارع؛ إذ قتل ما يزيد على 800 محتج في يوم واحد، كان إحدى نتائج سفك الدماء ازدهار مجموعات التمرد المسلح في سيناء، وقامت ولاية سيناء بشن هجمات أودت بحياة من 28 إلى 32 جنديًا في أكتوبر من العام الماضي.
وأردف: بينما يمثل تنظيم ولاية سيناء تهديدًا حقيقيًا كان رد الدولة المصرية هو لا شيء سوى العقاب الجماعي ضد سكان المنطقة المدنيين، وتظهر صور الأقمار الصناعية التي نشرتها منظمة “هيومان رايتس ووتش” إزالة منطقة رفح وتفجيرها بالكامل بغرض إنشاء المنطقة العازلة.
وانتقد الكاتب ادعاءات الجيش المصري ووسائل إعلامه التي تقول بأن الإرهابيين يستخدمون الأنفاق لتهريب الأسلحة داخل سيناء لتنفيذ العمليات الإرهابية، لكن لا يوجد أي دليل على ذلك.
وفي ختام مقاله قال يبدو أن النظام المصري مع التشجيع والمساعدة الأميركية يريد أن يقدم العطايا إلى إسرائيل؛ ففي أحد تصريحاته قال السيسي “إننا لن نسمح لأي شخص أن يطلق الهجمات من أراضينا ضد جيراننا أو إسرائيل”.