نقلت صحيفة “صاندي تلغراف” عن مقاتلين سوريين قولهم إن التدخل الروسي في البلاد يدفع أعدادا كبيرة من المسلجين إلى أحضان تنظيم القاعدة والجماعات الجهادية الأخرى.
وتقول كاتبة التقرير لويزا لافلاك إن جبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة، التي نجت من محاولات دمجها مع تنظيمات أكبر، تعد اليوم من أقوى التنظيمات السورية.
ويشير التقرير إلى أن جبهة النصرة صورت التدخل الروسي بأنه غزو، واستعادت هي والجماعات الأخرى الحرب الطويلة التي خاضها الاتحاد السوفييتي السابق في أفغانستان، التي انتهت بهزيمته، وهي الحرب التي أدت إلى ظهور تنظيم القاعدة.
وتفيد الصحيفة بأنه في مقابلات مع مقاتلين تابعين لجيش الفتح، وهو تحالف من جماعات سورية مقاتلة، منها جبهة النصرة وأحرار الشام، وصفوا الغضب في داخل صفوف جماعاتهم، وكيف استهدف الطيران الروسي مواقعهم ودمرها وقتل مدنيين.
وتنقل الكاتبة عن أبي ياسر الحمصي، قوله: “لم يتركوا للناس أي خيار، إلا الانضمام للفصيل القوي وقتال الروس”. وأصاف الحمصي، وهو من أحرار الشام: “لقد خسرنا مقاتلين انضموا إلى النصرة، وهناك آخرون يريدون المغادرة”.
ويورد التقرير، نقلا عن شاب لم يذكر اسمه، وصفه للدفعة التي حصلت عليها جبهة النصرة بسبب الضربات الروسية بأنها “محتومة”. وقال العالم كله يراقب السوريين وهم يقاتلون وحدهم، وتساءل: “هل تلوم إخواني إن بحثوا عن فصيل أفضل للانضمام له؟”. وفق “عربي 21”.
وتذكر الصحيفة أن عبدالله المحيسني من جبهة النصرة وعد بمصير للروس في سوريا مشابه للذي واجهوه في أفغانستان. ففي شريط فيديو وضع على الإنترنت يوم الخميس، قال فيه: “روسيا هي البلد الذي قص جناحاه في أفغانستان، واليوم دخلوا سوريا، وستصبح مقبرة للغزاة”.
وتلفت لافلاك إلى أن محللين قالوا إن علاقة جبهة النصرة بالقتال ستعطيها دفعة، وتجذب إليها أعدادا من المقاتلين. وتنقل عن المحلل السوري من “تشاتام هاوس” حسن حسن، قوله: “هذا هو العدو الذي يقاتله تنظيم القاعدة منذ عقود، وهو الذي أعطاه حسا بالتفوق الأخلاقي في هذه المعركة”.
وينوه التقرير إلى أن التنظيم قد استفاد من عدة اندماجات تمت بين تنظيمات جهادية صغيرة من الشيشان وأوزبكستان، التي انضمت إليه، ومن بينها كتيبة التوحيد والجهاد والمرتبطة بتنظيم القاعدة، التي دعمت العملية الأخيرة لجبهة النصرة في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، وقد انتهت بإعدام 56 من جنود النظام.
وتبين الصحيفة أن المقاتلين من التنظيمات السورية كلها تعهدوا بمواجهة الضربات الروسية بضربات موجعة. وهذا يشمل، كما أعلنت جبهة النصرة، عن جائرة لمن يقبض على جندي روسي.
وتختم “صاندي تلغراف” تقريرها بالإشارة إلى ما كتبه أحد أعضاء جبهة النصرة على حسابه على “تويتر” قائلا إن التنظيم سيستفيد من التدخل الروسي، وأضاف: “كلما استمر الصمت على تحالف الخنازير الروس وإيران والنظام النصيري، شاهدت أعدادا جديدة انضمت للنصرة”.