أطل الصحفي المصري خالد كساب الموالي لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي في مقالةٍ نشرها في صحيفة “المقال” التي يرأس تحريرها إبراهيم عيسى الإعلامي الموالي للنظام هو الأخر واصفا فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه ” جيمس بوند الرؤساء” وهذا إن دل فإنه يدل على صدق كلام الإعلام السعودي جمال خاشقجي المقرب من دائرة صنع القرار عندما قال إن السيسي مؤيد للتدخل الروسي في سوريا وأن الاعلام المصري هكذا لكنه يخفي الأمر.
مقالة كساب جاءت بعد أيام قليلة على بدء روسيا عملياتها في سوريا لحماية حليفها “بشار الأسد” الذي لطالما قاتل السيسي العاهل السعودي لأجله كذلك, روسيا قالت إنها تحارب تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” في سوريا ولكن الحقيقة أنها تقاتل المعارضة السورية والشعب للإبقاء على الديكتاتور الذي على مدار السنوات الأربع الماضية ارتكب أفظع الجرائم بحق شعبه وبشهادة “البراميل المتفجرة” لعلها تنطق هذه المرة أفضل من البشر الذي بقي متفرجا على ما يجري.
فقد أعاد الصحفي خالد كساب، نشر مقال بجريدة “المقال” السبت، كان قد نشره بجريدة “التحرير” قبل قرابة عامين، بالعنوان، نفسه، الذي يقول: “بوتين.. جيمس بوند الرؤساء”.
وفي مقاله الجديد قال كساب: “إن بوتين يضيف إلى سجله الحافل ميزة أخرى بعد أن أصبح الرجل الذي “شقلب” حسابات منطقة الشرق الأوسط، وفك لجام الدب الروسي، ليدعه ينطلق في طريقه إلى سوريا، حيث الحمار الأمريكي “يرفص” هناك، في مشهد أقرب إلى تلك المشاهد التي تبتدئ بها الحروب العالمية الضخمة”.
وفي البداية قال كساب: “نحن أمام رجل يتفوق على جيمس بوند بذات نفسه في المهارات التي يمتلكها، وفي ما يمكنه أن يقوم به”.
وأفاض في مدح بوتين مضيفا أنه “خبير في استخدام أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة كافة، التي يمكن لشخص على وجه الكوكب أن يستخدمها”.
واستطرد: “تقلد بوتين تقريبا كل ما يمكن لرجل على سطح الكوكب أن يتقلده من مناصب، حتى أصبح مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي ثم رئيس الحكومة الروسية، ثم رئيس روسيا بالوكالة بعد تنحي الرئيس المخمور بوريس يلتسين عن سدة الحكم، ثم رئيس روسيا بعد انتخابه في عام 2000 ليصعد بروسيا مرة أخرى إلى دائرة الضوء والمجد، ويعيدها إلى مكانتها التي كانت قد فقدتها أثناء فترة المخمور يلتسين السوداء، ليعاد انتخابه كرئيس لفترة ثانية في 2004 ثم يعود ليصبح رئيس وزراء بعد دفعه لصديقه وتلميذه “مدفيديف” إلى سدة الرئاسة في 2008 حتى يعود مرة أخرة كرئيس لروسيا في 2012، وحتى الآن”.
والأمر هكذا وصف كساب بوتين بأنه “جيمس بوند الرؤساء بدون منازع”، وبأنه “الرجل الذي يعمل كل حاجة، ويلعب كل الرياضات، ويقود كل ما يمكن أن يُقاد، سواء على الأرض أم في الماء أم في الجو، والخبير القانوني والاقتصادي وصاحب الخبرة في كيفية تعامل الدول الكبيرة مع ما يمكن أن يواجهها من أزمات لتتفوق، وتعود إلى مركز الصدارة مرة أخرى!”.
وفي إشارة واضحة إلى تدخله في سوريا، خلص إلى القول: “الآن يضيف بوتين إلى سجله الحافل ميزة أخرى بعد أن أصبح الرجل الذي “شقلب” حسابات منطقة الشرق الأوسط، وفك لجام الدب الروسي، ليدعه ينطلق في طريقه إلى سوريا، حيث الحمار الأمريكي “يرفص” هناك، في مشهد أقرب إلى تلك المشاهد التي تبتدئ بها الحروب العالمية الضخمة، ليجعلنا نتساءل في قلق: ترى.. هل نكون الجيل الذي يشهد الحرب العالمية الثالثة؟”.
ويأتي مقال “كساب” في وقت كال فيه أكثر من صحفي وكاتب مصري المديح للرئيس الروسي، على ما اعتبروه “دهاء” يتصف به، في حين أيدت صحف مصرية كبرى أبرزها الأهرام، التدخل الروسي في سوريا، مدعية أنه يستهدف إنقاذها من مصير العراق، والحفاظ على سوريا موحدة، بينما ينظر له الرأي العام بالمنطقة العربية والإسلامية على أنه احتلال مباشر لدولة عربية وإسلامية.