رأي الكاتب “جوش روجين”، في مقال له على موقع “بلومبرغ” الإخباري، أنه بعد سنوات من النقاش حول منطقة حظر جوي داخل سوريا، بقيادة أمريكية، لحماية الثوار والمدنيين، أنشأ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، منطقة حظر جوي خاصة به في غضون أيام لحماية قاعدته الجديدة هناك.
وقال الكاتب إن ثمة دعوات متزايدة في الولايات المتحدة من الحزبين للتحرك الأمريكي نحو شكل من أشكال فرض منطقة حظر جوي أو منطقة إنسانية عازلة في سوريا، هذا في الوقت الذي بدا فيه الأمر بالنسبة لبوتين سهلا ميسرا.
وكان القائد الأعلى لقوات الناتو في أوروبا، الجنرال “فيليب بريدلوف”، أول مسؤول غربي كبير يصرح علنا بأن البنية التحتية العسكرية الجديدة داخل داخل سوريا، والتي تشمل أنظمة الدفاع المضادة للطائرات، تشكل “بحكم الأمر الواقع” ما يسمى عسكريا “مكافحة الوصول إلى منطقة والحرمان من احتلالها”، حيث الطائرات الأمريكية ما عادت قادرة على التحليق.
وأضاف محذرا: “نرى استقدام بعض أجزاء الدفاع الجوي المتطور جداً، نرى بعض الطائرات المقاتلة المتطورة جداً، قدرات جو – جو تذهب إلى هذا المطار (السوري)”، قبل أن يضيف بنبرة ساخرة: “لم أرَ داعش يحلق بأي طائرات تتطلب وجود (صواريخ) سام 15 وسام 22، أو وجود قدرات جو – جو.. هذه القدرات المتطورة من الدفاع الجوي ليست حول تنظيم الدولة، وإنما حول شيء آخر”.
ويقول مسؤولون في الإدارة الأمريكية، وفقا لما نقله الكاتب، إن محادثات فض النزاعات جديدة مع روسيا يشوبها الحذر ولا تصل إلى إضفاء الشرعية على “حكم الأمر الواقع” الذي فرضه بوتين بتدخله العسكري في الحرب السورية. ولكن في الوقت نفسه، هناك محاولة لإعادة العلاقات مع روسيا إلى المسار الدبلوماسي.
وكان وزير الخارجية جون كيري قد اجتمع بوزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في ثلاث جلسات نقاش هذا الأسبوع للتوصل إلى حل سياسي في سوريا. وقال الكاتب إن هذه المناقشات لا تسعى للإطاحة بالوجود العسكري الروسي الجديد هناك، حيث يمكن لإدارة أوباما أن تقبل به الآن باعتباره أمرا واقعا.
وراء الكواليس، أبلغ مسؤولون في إدارة أوباما الروس والإيرانيين لأكثر من سنة أن الولايات المتحدة لن تعترض على دورهم العسكري الموسع داخل سوريا، كما نقل الكاتب عن العديد من المسؤولين, وكانت واشنطن مستعدة لقبول هذا مقابل المساعدة الروسية والإيرانية على إبعاد الأسد من السلطة.
“وكانت الفكرة أن الأسد سيتنحى وأن الروس والإيرانيين يلعبون دورا أكبر، وأن الولايات المتحدة ستصول بأن هذا يندرج ضمن بيان جنيف”، كما قال أندرو تابلر، باحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، مضيفا: “لكنهم أمسكوا بما قدمناه ولم يقدموا لنا ما أردنا، ثم فوجئنا”.
ومنذ أن بدأ الحشد الروسي الشهر الماضي، أشارت الولايات المتحدة إلى أنها مستعدة لقبول السيطرة الأمنية الروسية والإيرانية داخل سوريا من دون أي وعد منهم بإبعاد الأسد في أي وقت قريب.
وقد صرح كيري علنا أن الولايات المتحدة مرنة بخصوص توقيت رحيل الأس، فيما ذهبت أصوات أخرى مقربة من البيت الأبيض إلى أبعد من ذلك.
وكان هدف أمريكا من اقتراح منطقة حظر الطيران حماية المدنيين بصورة رئيسية، في حين منطقة بوتين لحظر طيران تفعل عكس ذلك: تحمي نظام الأسد وتهاجم المدنيين. وكلما سمح أوباما للجيش الروسي بمزيد تدخل راسخ سوريا، يظهر كما لو أنه ما عاد يريد طرد الأسد في أقرب وقت ممكن، وفقا لما ختم به الكاتب مقاله.