نشرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية المقربة من حزب الله تقريرا عن ما أسمته الصراع داخل أجنحة الأسرة الحاكمة في السعودية بسبب التحالف العربي ضد اليمن الذي تقوده السعودية ضد جماعة الحوثيين التي انقلبت على الحكم.
وتحت عنوان ” العدوان في صلب صراع الأجنحة داخل أسرة آل سعود” زعمت الصحيفة اللبنانية المعروف عنها قربها من النظام السوري وحزب الله اللبناني, أن التحالف العربي أظهر ما كان خافياً في صراع الأجنحة داخل الأسرة الحاكمة “آل سعود”، وأصبح الانقسام العمودي يرخي بظلاله داخل الجناح السديري الذي كان على تنافس تاريخي مع بقية الأجنحة. المادة الرئيسة في هذا الصراع، “العدوان على اليمن”، بنتائجه وتداعياته، سوف يرجح كفة طرف على آخر.
وأضافت الصحيفة في تقريرها الذي اعده لقمان عبد الله الطرف الذي يقود ما اسمته “العدوان” هو ولي ولي العهد وزير الدفاع محمد بن سلمان، لافتة إلى أن المعطيات تؤكد امتلاكه ختم الملك سلمان، بسبب تحكمه في والده ومن ثم في الديوان الملكي. ويوصف ولي ولي العهد من قبل عارفيه بالمتهور والمراهق، وإن المناصحة أو إبداء رأي مخالف لرأيه يؤدي بصاحبه إلى إطاحته أو الانتقام منه.
وتابعت ” المهم في الامر أن محمد بن سلمان يخوض “العدوان” على اليمن وليس أمامه خيار سوى الانتصار الحاسم، لأن أساس التغييرات التي حصلت أخيراً داخل العائلة المالكة (وانتشلته من مكانه المغمور إلى الصدارة) والتي أدت إلى إطاحة عدد من الأمراء الذين لهم الحق حسب «العرف السائد» في العائلة في الاستمرار بتبوّء المناصب العليا، وعلى رأسهم ولي العهد «المقال» مقرن بن عبد العزيز “.
ولفتت إلى أن الأساس في هذه التغييرات قائم على تقديم محمد بن سلمان على أنه نقل المملكة من التراخي والتراجع إلى عاصفة الحزم وإعادة الأمل بتأديب اليمن وإعادته إلى الوصاية السعودية، وأن الانتصار في هذا العدوان يعيد إلى السعودية لعب دور إقليمي وإسلامي أكبر من الدور الحالي.
وبحسب الصحيفة اللبنانية فإن الطرف الآخر في صراع الأجنحة يقوده ولي العهد وزير الداخلية محمد بن نايف والعدد الأكبر من الأمراء والمسؤولين السياسيين والعسكريين والاقتصاديين, مشيرة إلى أن هذا الجناح يعتقد أن ما أسمته “العدوان” على اليمن عبثي ولا طائل منه، وكان بالإمكان حل الخلاف أو معالجة الواقع المستجد في صنعاء بالطرق السلمية والسياسية.
ونقلت الصحيفة عن ما اسمته أحد الكوادر الأكاديميين السعوديين قوله أن العائلة الحاكمة في السعودية لم تعد متماسكة، وأن زوار الأمراء الذين يمسكون وزارات مهمة في البلد لا يكتمون امتعاضهم وتذمرهم من استمرار العدوان على اليمن. كذلك يخشى الأمراء أن يؤدي تحقق إنجاز سعودي في اليمن إلى عملية انتقام وثأر من قبل محمد بن سلمان وفريقه. ثم إن الوضع المالي للمملكة لم يعد يسمح لها بدفع فاتورة الآلة العسكرية الباهظة الثمن والانعكاسات الاقتصادية على سائر المجالات، وكذلك الاستمرار في شراء صمت الدول المؤثرة في العالم، خصوصاً أن انخفاض أسعار النفط إلى أكثر من النصف عن الأعوام الماضية سيؤدي إلى خفض الموازنة العامة للبلاد والاضطرار إلى السير بموازنة متقشفة، حسب تعبير وزير المالية، إبراهيم عساف، أخيراً إلى وسائل الإعلام, وأعلن إبراهيم أنه سيتم تخفيض بعض بنود الإنفاق العام غير الضرورية خلال العام الحالي.