قالت صحيفة “الديلي بيست” الأمريكية إن روسيا تستخدم قنابل غبية وعنقودية في قصفها للمواقع المسلحة في سوريا.
ووفقاً للصحيفة الأمريكية فإن موسكو تقوم بتزويد طائراتها بتلك الأنواع من القنابل، وهي قنابل لا تتمتع بنوع من التوجيه، وعشوائية، فضلاً عن أن أغلب الضربات التي قامت بها روسيا منذ 30 سبتمبر/ أيلول الماضي استهدفت مواقع للمعارضة السورية المعتدلة.
وتابعت الديلي بيست: في 30 سبتمبر/ أيلول شنت الطائرات الحربية الروسية الغارات الجوية الأولى في سوريا، وضربت ثمانية أهداف في حمص إلى الشمال من دمشق، وفي اليوم التالي ضربت خمسة أهداف وفقاً لبيان وزارة الدفاع الروسية، التي تصر على أنه تم استهداف مقاتلي تنظيم الدولة، إلا أن مواقع القصف تدل على خلاف ذلك، حيث أظهرت صور المقاطع المصورة مشاهد تقشعر لها الأبدان، وهو ما يعزز نظرية أن روسيا تستخدم أسلحة غير دقيقة وعشوائية.
وتضيف الصحيفة الأمريكية أنه بدلاً من استخدام ذخائر موجهة بدقة، كما هو الحال في ضربات التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، فإن الروس يقومون بالقصف بواسطة قنابل غبية وتحتوي على ذخائر عنقودية مميتة، وهو ما يجعل المدنيين عرضة للقتل.
وتؤكد الصحيفة أن استخدام روسيا لهذا النوع من القنابل سيجعل الحرب في سوريا أكثر وحشية، حيث نشر الكرملين 34 طائرة قاصفة بالإضافة إلى طائرة تجسس في اللاذقية معقل رئيس النظام بشار الأسد، هذا بالإضافة إلى وحدة من القوات الروسية الخاصة مركبات وصواريخ، وذلك في إطار سعي موسكو للحفاظ على الأسد بعد أربع سنوات من الحرب الدامية.
القصف الروسي لم يستهدف أياً من مواقع تنظيم الدولة أو الجماعات التي تعرف بالإرهابية وفقاً للتصنيف الأمريكي، فالغارات التي شنتها موسكو يومي 30 سبتمبر/ أيلول و1 أكتوبر/ تشرين الأول، استهدفت مناطق خارج سيطرة تنظيم الدولة، وإنما كان للمدن الواقعة تحت سيطرة المعارضة المعتدلة الحصة الكبرى من هذا القصف، حيث أشار بيان للمجلس الوطني السوري أن الضربات الروسية أدت إلى مقتل 36 مدنياً بينهم نساء وأطفال.
وعلى الرغم من أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نفى أن تكون بلاده جاءت إلى سوريا لدعم الأسد، وأن وجودها إنما هو لمحاربة الإرهاب، فإن الملاحظ أن أساليب موسكو هي ذاتها أساليب الأسد في حربه ضد الخارجين عن إرادته وسلطته، فهي تستخدم القصف بلا هوادة للمدن والبلدات الخارجة عن سيطرة النظام.
وكما أن طائرات الأسد تفتقر إلى الدقة في التصويب نحو أهدافها، فإن طائرات روسيا هي الأخرى تفتقر لهذا الأمر، وإذا كان بشار الأسد قد بدأ باللجوء إلى البراميل المتفجرة بعد أن بدأت ذخيرته من الصواريخ تنفد، فإن لدى روسيا ذخيرة صواريخ كبيرة جداً، إلا أنها تفتقر إلى الاستشعار الدقيق في التصويب نحو أهدافها، وهو ما يجعلها ذات تأثير شبيه بتأثير براميل الأسد المتفجرة، كما تقول الصحيفة.
وتؤكد الديلي بيست أنه لا يمكن للطيارين الروس أن يكونوا دقيقين في إصابة أهدافهم، فبينما استثمرت أمريكا مليارات الدولارات من أجل تصنيع ذخائر عالية الدقة وأجهزة استشعار جوي، فإن موسكو واصلت الاعتماد على أسلحة معظمها غير موجه.
وسبق أن تعرضت الحكومة الروسية لانتقادات بسبب فشلها في تطوير قنابل موجهة بالأقمار الصناعية، حيث ما زالت موسكو تستخدم تقنيات مضى عليها 30 عاماً، كل ذلك يؤكد أن الحرب السورية ستكون أكثر دموية في قابل الأيام إذا ما استمر القصف الروسي، وستخلق مزيداً من اللاجئين وتؤجج الحرب الأهلية، بحسب الصحيفة.