علقت مصادر في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على التدخل الروسي في سوريا مشيرة إلى أن أهداف الهجمات الجوية الروسية في مناطق من سوريا هي توسيع نطاق السيطرة الجغرافية لنظام بشار الأسد، مضيفة أن الهجمات ركزت حتى الآن على جماعات ثورية غير تنظيم “داعش”، ومنها “جيش الفتح” و”الجيش السوري الحر”، وذلك لإضعافها تمهيدا لخوض مواجهة برية معها.
ووفق للمصادر التي كانت تتحدث لموقع “واللا” العبري، أشارت إلى أن التقدير في تل أبيب يرى أن الحرب الجوية السورية تمهد الأرضية ميدانيا لهجوم بري واسع في شمال سوريا، وتحديداً في منطقة إدلب واللاذقية، تشارك فيه قوات الأسد إلى جانب ميلشيات من حزب الله وجنود من الحرس الثوري الإيراني.
هذا، وقد أعلن الناطق الرسمي للجيش الاسرائيلي عن زيارة نائب رئيس أركان الجيش الروسي، نيكولاي بوغدنوفسكي، إلى تل أبيب، يوم الثلاثاء المقبل، قيل إنها ستستغرق يومين، يجتمع خلالها بنائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، يائير غولان، لبحث العلاقات الثنائية والتنسيق بشأن الحرب في سوريا.
وفي السياق ذاته، ادعت صحيفة “معاريف” العبرية أن الضربات الجوية الروسية فاجأت إسرائيل، خاصة أنها هاجمت مواقع تابعة لقوى المعارضة السورية، ومن بينها جماعات مدعومة من الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الحشد الروسي الضخم في شمال سوريا، إضافة إلى التحالف مع إيران وحزب الله، من شأنه أن يؤثر بشكل كبير في الحرب الدائرة هناك.
ومن جهتها، أشارت صحيفة “إسرائيل اليوم”، المقرّبة من نتنياهو، إلى أن التدخل العسكري الروسي أكبر بكثير مما كان متوقعا ومعروفا ابتداء، وأن تركيبة القوات الروسية لا تتلاءم مع الهدف المعلن، أي محاربة “داعش”.
إذ إنه ليس لدى “تنظيم الدولة”، وفقا للصحيفة، طائرات مقاتلة تهدد دمشق، ما يعني أنه لا حاجة لدى الروس لإحضار منظومات دفاع جوي، كذلك فإن نوعية طائرات السوخوي المتطورة تثير أسئلة كبيرة ومحيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجواب الوحيد المنطقي هو أن القوة الروسية مخصصة للعمل ضد جيوش من نوع مختلف، في رسالة واضحة لكل الأطراف المؤثرة في المنطقة مفادها أن: “الروس باتوا هنا، ولديهم حدود واضحة: من يريد الإضرار بالأسد فسيصطدم بسور حديدي عسكري روسي. فروسيا عادت للتصرف كدولة عظمى”.