“إذا كان لديك مكان آمن فعليك الذهاب إليه” .. نصيحة أسداها رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لـ”صديقه” معمر القذافي قبل أن يلقى الأخير حتفه على أيدي المتظاهرين في ليبيا عام 2011.
وبحسب صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، فإن إحدى رسائل البريد الإلكتروني الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية كشفت عن نص محادثة هاتفية بين بلير والقذافي، حذر فيها رئيس الوزراء البريطاني السابق، الدكتاتور الليبي من انهيار نظامه، وقتله ونصحه بأن يذهب لمكان آمن لأن الوضع خطير.
وتم الكشف عن هذه الرسالة إثر مراجعة الخارجية الأمريكية للبريد الإلكتروني لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، حيث تم العثور على رسالة بتاريخ 25 فبراير 2011، من كاثرين ريمر، مديرة مكتب توني بلير سابقا، إلى جاك سوليفان، مستشار كلينتون الأعلى للشؤون الخارجية، الذي أرسلها بدوره لهيلاري.
وقالت ريمر في رسالتها إلى سوليفان: إن بلير أجرى مكالمة خاصة للغاية مع القذافي، وأبلغه برسالة صارمة مفادها “أن العنف الدائر في البلاد يجب أن ينتهي وأنه يجب عليه التنحي، للسماح بإجراء انتقال سلمي للسلطة لحكومة انتقالية جديدة”.
وبحسب التقرير لم يناقش بلير صديقة الديكتاتور عن إرساء العدالة، بل أبدى اهتماما بالتوصل لاتفاق مع القذافي ونصحه بالهرب فورا لملاذ أمن.
وألمح بلير للقذافي إلى أنه “تحدث مع باقي الأطراف وأن الجميع يريد إنهاء سلميا للوضع الدائر في ليبيا، داعيا القذافي لإظهار موافقته على الانخراط في تلك العملية، وإصدار أوامر لقواته بعدم استخدام القوة ضد المتظاهرين في شتى أنحاء البلاد، لكن الديكتاتور الليبي امتنع عن الانصياع لنصيحة بلير، ورفض مغادرة البلاد التي كانت تشتعل في ذلك الوقت .
يذكر أن توني بلير لعب دورا محوريا في عملية إعادة تأهيل القذافي سياسيا مقابل تخلي الزعيم الليبي عن برنامج بلاده النووي، وقام بأول زيارة له إلى ليبيا في مارس 2004.