هذا ما قصدته الكاتبة المصرية النمساوية خلود خليفة في مقال نشرته على موقع “فير أوبسيرفر” الأميركي، على النتائج الوخيمة لحادث قصف الجيش المصري للسياح المكسيكيين بالصحراء الغربية.
ورجحت الكاتبة أن التحقيقات حول الخطأ العسكري الذي نتج عنه مقتل ما يزيد على 12 سائحًا لن تؤدي إلى محاسبة المسؤولين عن الحادث.
واعتبرت أن وزير الخارجية المصري لم يقدم اعتذارًا مقبولًا أثناء المؤتمر الصحفي المشترك في القاهرة، بقدر ما كان قراءة ميكانيكية للبيان الصحفي الذي انتهى بقراءة “نهاية النص” سيئة السمعة التي انتشرت كانتشار النار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من تعبير الحكومة عن أسفها لأسر الإثنى عشر سائحًا إلا أنها تفتقد إلى ترجمة هذا الأسف إلى معنى ملموس وذي معنى.
ورأت الكاتبة، أن الحادثة بلا شك هي بمثابة انتكاسة كبرى أخرى لقطاع السياحة المصرية الذي تم تركيعه في أعقاب أربع سنوات متتابعة من الاضطراب السياسي؛ فخلال الأربعة أعوام الأخيرة انخفض عدد السياح السنوي من 14.5 مليون إلى ما يقرب النصف مليون، وهو ما سحق الإيرادات، وترك معظم القوى العاملة للقطاع دون دخل مستقر.
وتابعت “خليفة”: لا يمكن لمصر أن تكسب المعركة ضد الإرهاب وفي الوقت نفسه تخسر حرب الاستقرار والرفاهية، وفي حين يحتاج الجيش أن يدفع الإرهابيين خارج الحدود فإنه لا يمكن أن يفعل ذلك بطريقة تديم التباطؤ الاقتصادي والانتقادات الدولية، مضيفًا أن قتل هؤلاء الذين يسهمون في اقتصاد البلاد يرسل رسالة خوف إلى جميع السياح الراغبين في التمتع بكنوز مصر.
وذكرت الكاتبة عدة إجراءات في متناول اليد للحد من الأضرار الناتجة عن الحادث، وكخطوة أولى وحاسمة فإنه يجب توقيف من ارتكبوا هذا الخطأ الفاضح، وهو ما سيظهر أنه في حين ارتكاب الخطأ فإن الحكومة جادة حول عدم تكراره وسيرسل ذلك رسالة للخارج بأن الجيش ليس لديه السلطة المطلقة.
وأوضحت أنه على الأمد البعيد، فإن مصر بحاجة إلى تدابير عملية وبالأخص للجيش التي تضمن الانضباط، والمحاسبة، والدقة، وفي الوقت الذي يحتفظ الجيش بالحق في حماية البلاد فإنه لا يمكن أن يكون في موقع “أطلق النار أولًا ثم اسال الأسئلة بعد ذلك”.