“لم تضع روسيا خطوط حمراء أمام عملياتها التي إنطلقت بالامس في سوريا نهائيا” رغم زعمها محاربتها تنظيم الدولة الاسلامية داعش الا أن ذلك بات واضحا في غاراتها الجوية التي استهدفت المعارضة السورية وليس داعش ليتكشف اليوم كذلك غبار الغارات الجوية التي نفذتها روسيا ليظهر استهدفها مواقع تابعة لمقاتلين يتلقون التمويل والسلاح والتدريب من وكالة المخابرات المركزية وحلفائها, الامر الذي يضع مئات علامات الاستفهام أمام خطوة روسيا غير المفهومة.
صحيفة “وول ستريت جورنال” أفادت في تقرير نشرته أن الدلائل تشير إلى الآن أن موسكو لا تستهدف مواقع تنظيم الدولة، وإنما مناطق سيطرة مقاتلين آخرين لنظام الأسد.
وقال مسؤولون أمريكيون إن إحدى الغارات الجوية استهدفت منطقة يسيطر عليها ثوار تلقوا دعما من وكالة الاستخبارات المركزية وأجهزة مخابرات حليفة، وهذا ما أثار المخاوف من أن ينتقل الصراع في سوريا إلى مستوى جديد من الخطر وعدم اليقين، وفقا للتقرير.
ورأت الصحيفة أن انضمام موسكو يعني أن أقوى الجيوش العالمية الآن، بما في ذلك الأمريكية والبريطانية والفرنسية، تنفذ مهاما قتالية جوية غير منسقة، مما زاد من مخاطر الصراع في سماء سوريا.
وقال وزير الدفاع الأمريكي، آش كارتر، إن رؤية روسيا للحرب في سوريا، الدفاع عن الأسد واستهداف المتطرفين ظاهريا، هو بمثابة “صب البنزين على النار”.
وكانت الولايات المتحدة وحلفاؤها غاضبين من الروس لاعتبارات عديدة: أنهم يدعمون الأسد، لا ينسقون عملياتهم مع الائتلاف المناهض لـ”داعش” الذي تقوده الولايات المتحدة، لم يبلغوا بغاراتهم الجوية إلا قبل ساعة فقط من بدايتها، طالبوا من أمريكا إخراج طائراتها من المجال الجوي السوري وأنهم استهدفوا مناطق الثوار التي سيطر عليها “الثوار المعتدلون” وليس تنظيم الدولة.
ونقل التقرير عن مسؤولين أمريكيين قولهم إنه ليس واضحا ما إذا كانت موسكو قد استهدفت موقعا يسيطر عليه مقاتلون مدعومون من وكالة المخابرات المركزية في غرب سوريا بسبب ارتباطهم ببرنامج سري أمريكي، تمويلا وتسليحا وتدريبا.
وقالت الصحيفة إن عمله الأحادي في سوريا مما لا يمكن التنبؤ به، استهزاء وتعاليا على النصائح الغربية، يشبه ما فعله في أوكرانيا، حيث اندفع بوتين إلى ضم منطقة القرم متحديا المطالب الدولية بوقف دعمه للانفصاليين.
ونقل التقرير عن “اندرو فايس”، نائب رئيس الدراسات في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، قوله إن قرارات بوتين التي اتخذها في سوريا تعكس الطريقة التي تعامل بها مع أوكرانيا.
فهو يحاول عمدا أن يفعل أشياء لإفقاد المعارضين توازنهم، ويسعى دائما على عامل المفاجأة والظهور متميزا عن الآخرين، وهذا ما يدفعه للذهاب بعيدا في مفاجآته ومغامراته وتقليب الأحداث لصالحه، كما وصفه “فايس”، وهو من الذين عملوا في الملف الروسي خلال إدارتي بوش وكلينتون.
وقد أُخذ المسؤولين الأميركيون على حين غرة وفوجئوا بقرار روسيا الإعلان عن بداية الضربات عن طريق إرسال جنرال روسي إلى السفارة الأمريكية في بغداد أمس الأربعاء. وقال مسؤولون أميركيون إن الجنرال أخطر المسؤولين الأمريكيين بساعة قبل وصوله، وسلمهم الرسالة أن روسيا سوف تبدأ الضربات الجوية، وطالب بإخراج الطائرات الأمريكية من المجال الجوي السوري.
وقد وصف مسؤول عسكري هذا التصرف بأنه “غير مهني”، فيما وصفه آخر بأنه “عقيم”.
وأفاد مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية أنهم لا يزالون يحاولون ترتيب لقاءات مع نظرائهم الروس لبحث سبل منع نشوب صراع مباشر بين القوتين العسكريتين، ولكن هجمات الأربعاء تبعث على الشك والارتياب.
وقال مسؤولون في البنتاغون إن روسيا لديها الآن 32 طائر مقاتلة متمركزة في مطار بالقرب من الساحل السوري، إلى جانب 16 طائرة هليكوبتر، 9 صهاريج، 2 على الأقل من أنظمة الدفاع الصاروخية أرض-جو وسكنات جاهزة بما يتسع لحوالي 2000 شخص.
وزعمت موسكو ووسائل الإعلام الرسمية السورية أن الضربات روسيا الأولى استهدفت المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية. ومع ذلك، فإن معظم المناطق التي تحدثت عنها وسائل الإعلام كأهداف ليست معروفة بأنها خاضعة لتنظيم “داعش”، وفقا لتقرير الصحيفة.
ومن بين المناطق السبع التي ذكرت وسائل الإعلام الرسمية السورية أنها شكلت أهدافا للضربات الروسية، هناك منطقة واحدة، فقط، شرق بلدة السلمية في محافظة حماة، يُعرف لمقاتلي الدولة الإسلامية وجود فيها. في حين يسيطر، إلى حد كبير، على المناطق الأخرى من مجموعات الثوار المعتدلة أو الجماعات الإسلامية مثل أحرار الشام وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، وفقا لما أورده التقرير.
وقد انتقد مسؤولون في وزارة الدفاع قرار روسيا بضرب حمص بدلا من مكان آخر مهم مثل الرقة، أحد المعاقل الرئيسة لتنظيم الدولة في شمال شرق سوريا.
وأفاد ناشطون سوريون في بلدة تلبيسة، تقع إلى الشمال من مدينة حمص، أن هذه المدينة جنبا إلى جنب مع العديد من القرى المحيطة بها تعرضت لقصف عنيف، ويُذكر أن المنطقة محاصرة من قبل قوات النظام لعدة سنوات. وقال ناشطو المعارضة إنه لا يقل عن 27 شخصا، من بينهم ستة أطفال وخمس نساء، قتلوا في غارات على تلبيسة.
وترتبط الفصائل المسيطرة في تلبيسة والبلدة القريبة من الرستن بالجيش السوري الحر، المدعوم من الغرب ويضم العديد من المنشقين عن الجيش السوري. وقال قائد أحد فصائل الجيش السوري الحر “تجمع العزة” إن المقاتلات الحربية الروسية استهدفت مقاتليه في محافظة حماة.
تعليق واحد
شخصيا لا اعتقد ان امريكا سوف تدخل حرب الان مع روسيا وخاصه في ظل وجود اوبما رئيس عليهم لاانه شخصيته ليست قويه بشكل كاف حتى يقوم بهذه الحرب الا في حاله واحده ….
تطاول روسيا عليهم وقيامهم بضربات على قواعدهم هنا
لكن اعتقد انه سوف يكون هناك حرب بين السعوديه وتركيا وحلفلئهم ضد روسيا وحلفلئها وسوف يكون التدخل الامريكي متاخر بعض الشيء ولكن سوف يقدمون الدعم الكافي من البدايه