علقت صحيفة “عكاظ” السعودية المقربة من النظام على تراجع مواقف الدول الغربية من ما اسمته جزار دمشق بشار الأسد, إذا افترضنا أن لها مواقف حقيقية في السابق، حيث بدأ زعماء عدد من دول العالم في التصريح بأن بشار الأسد يمكن أن يكون جزءا من الحل في سوريا”، بمشاهدة “مسرحية كوميدية يعرضها أصحابها وسط المجازر ويتحرك الممثلون الهزليون فيها فوق جثث الأطفال الممزقة؟”.
وأضافت: “تخيلوا بشار الذي قتل الأطفال والنساء بالأسلحة الكيماوية وأمطر قرى سوريا بالبراميل المتفجرة وشرد شعب سوريا في مشارق الأرض ومغاربها وبقي في قصره محاطا بالجنود الروس والإيرانيين واللبنانيين يصلح جزءا من الحل، فأين هي المشكلة؟”.
ورأت أن “خيانة المجتمع الدولي لثورة سوريا السلمية طوال السنوات الخمس الماضية كانت سببا أساسيا في تعزيز موقف الجماعات الإرهابية المسلحة وتقوية شوكة تنظيمات دموية مثل داعش، وإن هذه الخيانة الجديدة التي يستعد لها العالم اليوم سوف تكون بمثابة الجائزة الكبرى للتنظيمات الإرهابية المسلحة ليس في سوريا فقط بل في العالم أجمع لأن مبادئ السلام والعدالة الدولية سوف تتحول إلى أضحوكة كبرى في كل مكان في العالم وسوف يصبح منطق الإرهابيين هو الأعلى وهو الأكثر قربا من عقول وقلوب الكثيرين بل أنه سوف يكون أكثر رحمة من منطق الدول الكبرى التي تركت الشعب السوري يواجه الموت والتشريد ثم ذهبت لمكافأة الجزار الذي أعاد سوريا مائة سنة إلى الوراء”.
وشددت على أن “بشار لن يكسب المعركة مهما طال الزمن لأنه يحارب شعبه بالأجانب، والذي سوف يحدث حتما في قادم الأيام هو تحول المجموعات المعتدلة في المعارضة السورية إلى صف الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها داعش، وهنا سوف يتحول الحل الكوميدي الذي طرحته الدول الغربية إلى مأساة كونية لن تتوقف أخطارها عند حدود سوريا بل ستشمل العالم أجمع، وهكذا بدلا من أن تستميت الدول الكبرى في الدفاع عن كرسي بشار الأسد الملطخ بدماء الأبرياء سوف تستميت في البحث عن حل لمواجهة الإرهاب الأسود على حدودها”.