قد تأثرت الحياة الاجتماعيّة في سوريا، بجميع مستوياتها، بشكل ملحوظ من الثورة السورية، التي اندلعت قبل أربع سنوات ونصف, أما عادات الزواج فهي التي ربما قد تأثرت أكثر من غيرها, الأزواج الذين حلموا بحفلة زفاف كبيرة وشهر عسل خارج البلاد، يستطيعون اليوم شراء خاتم ذهبي بصعوبة.
إذن فكيف تغيّرت عادات الزواج؟ قبل كل شيء، أدى الارتفاع الكبير في أسعار الذهب في سوريا – وهو ارتفاع بأربعة أو ثلاثة أضعاف – بالرجال إلى الاكتفاء بشراء المجوهرات من الفضة لمخطوباتهم، مما لا يتم قبوله بشكل إيجابي من قبل أهلهنّ. حتى ما قبل الحرب وضع أهل العرائس في سوريا مستوى عال من المهر والمجوهرات الذهبية التي سيحصلون عليها من الخطيب المرتقب وعائلته، ولكن الحالة الاقتصادية الصعبة وارتفاع أسعار الذهب أدت بهم إلى أن يدركوا بأنّهم سيضطرّون إلى الاكتفاء بالقليل.
ويمكن أن نضيف لذلك ارتفاع مستوى التضخّم في سوريا. انخفضت قيمة الليرة السورية مقابل الدولار بشكل ملحوظ، في الوقت الذي لم تحدث فيه أية زيادة على دخل العائلة – ممّا أثر على سبيل المثال بشكل سلبي على القدرة الشرائية وعلى قدرة الزوجين على شراء شقة. حتى اندلاع الحرب، كان معتادا أن ينتقل الأزواج إلى شقة جديدة قاموا بشرائها أو استئجارها، بينما اليوم تُجبر أسعار الشقق المرتفعة بعضهم على البقاء والسكن مع أسرهم. على سبيل المثال، ارتفع سعر المنزل في ضواحي دمشق من مليون ليرة سورية (نحو 5,000 دولار) قبل الثورة السورية، إلى نحو أربعة ملايين ليرة (نحو 20,000 دولار) اليوم، وارتفعت كذلك أسعار الإيجار بثلاثة أضعاف وأكثر.
رجال أقل، شروط أقل
لعبت العائلة دائما وأبدا دورا مركزيا في الزواج في المجتمع السوري. اعتادت عائلات الفتيات على وضع شروط صارمة، وتقريبا غير ممكنة في بعض الأحيان، ولكن الحرب غيّرت ذلك وجعلت شروط العائلات وطلباتها أقلّ صرامة وأكثر رمزية. حسب تقرير موقع ميدل نيوز.
ونضيف إلى هذه الحقائق أيضًا حقيقة بسيطة: وهي أن عدد الرجال في سوريا قد انخفض بسبب موتهم في ساحة المعركة أو فرارهم إلى خارج البلاد خوفا من اضطرارهم للتجنّد للجيش. أدى هذا الوضع بالعائلات إلى تخفيض المعايير التي اعتادوا في الماضي على وضعها للزواج وذلك خشية أن تبقى بناتها دون زوج.