هذا ما يجري في دولة الإمارات العربية المتحدة للأسف, فقد أعلنت أبو ظبي اختيار نخبة من مواطنيها المبتكرين لعضوية “مجموعة العلماء الشباب العالمية”، التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس”، إحدى أرقى المجتمعات العلمية على مستوى العالم.
واختارت مجموعة “العلماء الشباب العالمية” لعضويتها، التي تضم 50 عالما من مختلف أنحاء العالم، البروفيسور علي النقبي الأستاذ المساعد القائم بأعمال مساعد العميد رئيس قسم الهندسة الميكانيكية في جامعة الإمارات، والدكتورة حبيبة الصفار الأستاذ المساعد مدير مركز جامعة خليفة للتكنولوجيا الحيوية في جامعة خليفة، وسارة أميري قائد الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ في مركز محمد بن راشد للفضاء، رئيس قسم الفضاء، نائب مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ للشؤون العلمية. حسب ما ذكر موقع “امارات 71”.
وتأسست مجموعة العلماء الشباب العالمية التابعة لـ “دافوس” عام 2008 وتعد واحدة من نخبة المجتمعات العلمية حول العالم وتضم علماء من أصحاب الابتكارات والإضافات النوعية في مجالاتهم. ويتم اختيار المشاركين من شتى أنحاء العالم في مختلف المجالات.
ويشترط في المرشحين لعضوية المجموعة أن يكونوا أقل من 40 عاما، وأن يكونوا قد أظهروا مستوى ابتكاريا استثنائيا وقيادة فكرية وإمكانيات عالية في مسيرتهم العلمية، وتتم المفاضلة بينهم على أسس أخرى من ضمنها التركيز على من يظهر التزاما واضحا إزاء تحقيق المصلحة العامة بما يتلاءم مع رؤية المنتدى الاقتصادي العالمي ويمنح العالم عضوية في المجموعة لمدة سنتين تجدد سنويا.
يذكر أن محمد بن راشد آل مكتوم كرم البروفيسور علي النقبي ومنحه ميدالية «أوائل الإمارات» كأول إماراتي يخترع كبدا صناعيا من الألياف المجوفة على مستوى العالم ويعود له الفضل في اختراع الكبد الاصطناعي الحيوي الليفي الذي يعرف باسم جهاز الإمارات المساعد للكبد الذي تم تجريبه في المختبر.
وتعمل الدكتورة حبيبة الصفار أستاذا مساعدا في الهندسة الطبية الحيوية ومديرا لمركز جامعة خليفة للتكنولوجيا الحيوية في جامعة خليفة وقد تم اختيارها كواحدة من أكثر النساء نفوذا في العالم العربي بفضل أبحاثها الموسعة في مجال السكري من النوع الثاني وتحديدا في تحديد عوامل الخطر الجينية والبيئية المرتبطة بداء السكري، لتكون أول إماراتية ترسم خريطة جينية للوقاية والكشف المبكر عن مرض السكري، كما حصلت على جائزة زمالة «لوريال – يونسكو 2014» للمرأة في العلوم وعلى جائزة الإمارات الدولية الأولى للوقاية من الأمراض الوراثية في فئة أفضل باحث علمي.
أما سارة أميري فتشرف على مشروع دولة الإمارات العربية المتحدة لاستكشاف المريخ بحلول عام 2021 وهي المسؤولة عن وضع الأهداف العلمية والمعدات والبرامج التحليلية للبعثة وتحمل درجة البكالوريوس في علوم الكمبيوتر من الجامعة الأميركية في الشارقة.
وإزاء احتفال الإمارات باختيار هؤلاء العلماء الذين يستحقون التكريم والاحتفاء هناك صورة مغايرة تماما وهي استمرار اعتقال عشرات العلماء والمفكرين والمبدعين والخبراء الإماراتيين في مجالات علمية عديدة اقتصاديا وقانونيا وتربويا وتنمية بشرية وعلوما شرعية وإدارة للعام الثالث التوالي بعد فصلهم من أعمالهم وإقصائهم والتضييق عليهم لسنوات طويلة قبل تقديمهم لمحاكمة سياسية عام 2012 بزعم تشكيل “تنظيم سري يهدف لقلب نظام الحكم” في اتهام عجزت النيابة وأجهزة الدولة الأمنية إثبات أي تهمة بحقهم فحوكموا بالسجن لمدة تصل من 10-15 عاما وذلك لتوقيعهم عريضة تطالب بتطوير المجلس الوطني الاتحادي.
هؤلاء جميعا ممن يصنفوا ضمن قوائم “المرضي” عنهم من قبل شيوخ الإمارات إما دون ذلك فيجري اعتقالهم وزجهم خلف القضبان بتهم تكون جاهزة في أغلبها, فمؤخراً أخفى جهاز الأمن قسرا الخبير الاقتصادي ناصر بن غيث وهو أحد المفكرين القانونيين والاقتصاديين من فئة أوائل الإمارات والوطن العربي وذلك بحصوله على درجة الدكتوراه في التكتلات الاقتصادية من جامعة أسيكس في بريطانيا.
وكانت قد أشارت صحيفة “الإمارات اليوم” إلى ندرة تخصص “بن غيث” ليس خليجيا فقط وإنما عربيا على الإطلاق، قائلة، إن هذا التخصص مجال جديد في العالم العربي، وهو يجمع بين أربعة تخصصات، هي: القانون والاقتصاد والسياسة الخارجية والعلاقات الدولية.
ومن بين المفكرين الإماراتيين الشيخ سلطان بن كايد القاسمي وأستاذ القانون الدولي محمد الركن والحقوقي العالمي محمد المنصوري وخبير التنمية البشرية علي الحمادي وعلماء العلوم الشرعية حمد الرقيط وتربويون آخرون لا تزال سجون الداخلية في أبوظبي تشهد التنكيل والتعذيب الذي يتعرضون إليه بشهادة منظمات حقوقية دولية وتقارير أممية رسمية.