تغنى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمحاربة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط في محاولة منه لتبرير قتل المصريين, لافتة إلى أن مصر تواجه حسب قوله “حربا شرسة” وأنها بحاجة إلى تعاون لهزيمة ما اسماه “التهديد الإرهابي” في المنطقة حتى لا تزلق دول الشرق الأوسط إلى “منزلق الفشل”.
وأضاف السيسي في مقابلة أجرته معه وكالة “أسوشيتد برس” إن سوريا لا ينبغي أن تكون مقسمة بعد الحرب الأهلية، كما ينبغي تظافر وتجديد الجهود لحل القضية الفلسطينية وتوسيع السلام بين مصر وإسرائيل ليشمل المزيد من الدول العربية.
وتابع: ” أن حل القضية الفلسطينية يمكن أن يغير المنطقة… ويُحدث تحسن كبير في الوضع… أنا متفائل وأقول أن هناك فرصة كبيرة”.
وبسؤاله عما سيفعله مع الصحفيين المسجونين -خاصة وأن المقابلة جاءت بعد أيام قليلة من إصدار العفو الرئاسي عن اثنين من صحفيي الجزيرة- أكد السيسي على أنه سيرأف بالصحفيين الآخرين الذين حوكموا وأدينوا غيابيا، وسيكون ذلك في إطار صلاحياته كرئيس دون المساس بسلطة القضاء المصري.
وتابع: ” وتأكدوا أننا حريصون دائما على حل القضايا والمشاكل وخصوصا تلك التي تتعلق بالصحفيين والإعلاميين”.
ووصف السيسي الأمن الإقليمي بأنه في “أكثر حالاته ضعفا”، حيث قال ” ليكن كافيا إلقاء نظرة على الخريطة لتجد البلدان التي تعاني من الفشل، وزيادة الجماعات المتطرفة، ومشاكل اللاجئين المتدفقين إلى أوروبا، نحن ندرك مدى صعوبة كل ذلك وأن الوضع صعب ومعقد ويمثل تحدي كبير”.
واستطرد “أنا لا أريد أن أقول أننا تأخرنا في القيام بما يجب علينا القيام به، ولكن هزيمة التهديد سيتطلب الكثير من الجهد، والتفاهم والتعاون لاستعادة البلدان التي تتجه نحو حلقة مفزعة من الفشل”.
وفي هذا السياق أشار السيسي إلى ما وصفه بـ”تحسين” العلاقات مع الولايات المتحدة حيث أكد أنها “استراتيجية ومستقرة”.
وأضاف “أن العاميين الماضيين كانا اختبارا حقيقا لقوة التحمل وقوة العلاقات بين مصر والولايات المتحدة”.
وعن الحملات التي تشنها السلطات المصرية ضد جماعات الإخوان المسلمين منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، قال السيسي ” إن المشكلة الحقيقة مع الإخوان المسلمين ليست مشكلة بين الحكومة وبين هؤلاء الناس، إنما المشكلة الحقيقة هي بين الناس وبين الإخوان”.
وأوضح ” حكم جماعة الإخوان المسلمين ترك انطباعا سيئا للغاية عند المصريين، فهم ليسوا قادرين على الصفح والنسيان”.
وتابع: “إن الجيش المصري كان دائما عاملا من عوامل الاستقرار وينبغي تعزيزه لأنه يواجه حربا شرسة ضد الإرهاب والتطرف، إن زيادة القدرة العسكرية للجيش تعني تحقيق توازن إستراتيجي للمنطقة”.
وفي إشارة إلى الحرب الأهلية التي أدت إلى تمزيق سوريا، قال السيسي ” نحن حريصون جدا على أن تظل سوريا أمة واحدة ، وألا تتقسم إلى دويلات صغيرة”.
وحذر السيسي من انهيار سوريا لأن ذلك يعني أن الأسلحة والمعدات ستقع في أيدي الإرهابيين، وإذا حدث ذلك فإن الخطر لن يضر سوريا وحدها بل سيمتد إلى جيرانها، وسيكون ذلك تهديدا وخطرا على بقية دول المنطقة، وهذا ما نخشاه-على حد قوله.
وردا على سؤال عن كيفية تحجيم المتطرفين أكد السيسي أنه لا يقدم حلا فوريا، حيث قال “هذه بالضبط المعضلة التي نتحدث عنها- وفقا للوكالة.