طالب الرئيس الإيراني، حسن روحاني، خلال إلقائه خطابا مهما في الأمم المتحدة، بتحقيق في مقتل أكثر من 769 حاج في السعودية.
وأكد روحاني في خطابه على الحاجة إلى التحقيق “في أسباب هذه الحادثة وحوادث أخرى خلال موسم الحج لهذه السنة”.
ووصف روحاني الكارثة بأنها “تدمي القلب”.
وكرر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قبيل إجرائه مباحثات مع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك “الحاجة إلى معالجة الحادثة الكارثية في السعودية”.
وكانت السعودية ألمحت الجمعة إلى أن الحجاج، الذين تجاهلوا تعليمات السلامة، يتحملون جزءا من المسؤولية.
ويرى محللون أن استخدام روحاني قمة الأمم المتحدة المخصصة لمناقشة الأهداف الإنمائية للألفية وما بعد عام 2015 لإعادة التأكيد على غضب إيران من الكارثة التي حصلت في منى إشارة إلى أن إيران لا تنوي تخفيف نقدها للسعودية التي تتنافس معها على النفوذ في المنطقة.
وتنظر كل من السعودية وإيران إلى نفسها على أنها زعيمة العالم الإسلامي.
محاكمة دولية
وقال المدعي العام الإيراني سيد رايزي يوم السبت إن إيران سوف تتخذ الإجراءات القانونية اللازمة للمطالبة بمحاكمة العائلة الملكية السعودية لما ارتكبته من “جرائم”، وذلك عبر قنوات التقاضي الدولية، وفقا للوكالة أنباء الطلبة الإيرانية “ايسنا”.
وتقول إيران إن ضحاياها يمثلون العدد الأكبر من الضحايا الأجانب لهذا الحادث المروع، إذ بلغ عدد الإيرانيين الذين لقوا حتفهم في تدافع الحجيج في مِنى 134 شخصا.
ولا يزال أكثر من 340 إيرانيا في عداد المفقودين من بينهم سفير سابق لدى لبنان، بحسب تقارير إيرانية.
“قدر وقضاء”
وقال مفتي السعودية، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، إن السلطات غير مسؤولة عن حادث تدافع الحجيج في مِنى الذي قتل فيه أكثر 769 شخصا.
واعتبر آل الشيخ أن الحادث وقع “قدر وقضاء”.
وجاءت تصريحات المفتي خلال لقائه مساء الجمعة مع الأمير محمد بن نايف، ولي العهد السعودي ورئيس اللجنة العليا للحج، وفقا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وانتقدت إيران ودول أخرى طريقة تعامل السلطات السعودية مع إجراءات أمن وسلامة الحجيج.
وطالب العاهل السعودى الملك سلمان بمراجعة منظومة الأمن والسلامة في الحرم المكي.
ويعد حادث التدافع الذي وقع الخميس، أسوأ حادث يقع خلال الحج منذ 25 سنة.
وأعلنت السلطات السعودية السبت ارتفاع حصيلة القتلى إلى 769، إضافة إلى 934 مصابا.
وقال المفتي السعودي لولي العهد الأمير بن نايف: “أنتم غير مسؤولين عما حصل.”
وأضاف: “الأمور التي لا يستطيع البشر (السيطرة) عليها فلا تلامون عليها، والقدر والقضاء إذا نفذ لا بد منه.”
وجاء تصريح آل الشيخ، وهو رئيس هيئة كبار العلماء، بعد أيام من اتهامات وجهها مجلس الأمن القومي الإيراني للسلطات السعودية بـ”التقصير”، مطالبا إياها بتحمل مسؤولية الحادث.