” نشر قوات روسية في سوريا من الممكن في نهاية المطاف أن يخدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف بـ داعش، إذ أن تلك القوات قد أرسلت إلى المناطق التي ستقاتل فيها على الأرجح جماعات أخرى تقف ضد داعش”.
بتلك النتيجة خلص تقرير حديث صادر عن ” معهد الخدمات المتحد الملكي” للدراسات الدفاعية والذي يجيء قبيل اجتماع القمة الأمريكية -الروسية المقررة في الأمم المتحدة بعد غد -الاثنين- حينما يستفسر الرئيس الأمريكي باراك أوباما من نظيره الروسي فلاديمير بوتن حول نواياه بخصوص توسيع مشاركة بلاده في الحرب السورية، بحسب مسئولين أمريكيين.
ويقيم تقرير المعهد الجهود العالمية الرامية لمكافحة انتشار وتوغل داعش، محذرا في الوقت ذاته من أن العراق وسوريا قد لا يستمران كـ ” دول متكاملة.”
واشتمل التقرير على باب كامل يتناول الأهداف الروسية، ولاسيما تلك التي تفسر أسباب قيام بوتن بإرسال طائرات حربية وقوات روسيا هذا الشهر إلى مدينتي طرطوس و اللا ذقية في سوريا دعما لنظام الرئيس بشار الأسد.
وقال إيجور سوتياجين المحلل الاستراتيجي الروسي إن ثمة كتيبة في اللاذقية مزودة بـ 28 طائرة، وكتيبة مشاة ومهندسين عسكريين بالإضافة إلى كتيبة بحرية متمركزة في قاعدة طرطوس البحرية.
وأضاف سوتياجين أن نشر الجنود ” يعكس المتناقضات التي تعج بها سياسة الكريملين” نظرا لأن القوات الروسية متمركزة في مناطق لا يتواجد بها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية.
وأوضح:” على هذا النحو، تدعم القوات الروسية الأسد في حربه ضد جماعات أمثال جبهة النصرة وأحرار الشام والتي هي نفسها على خلاف بين مع داعش. وإذا ما انضمت القوات الروسية في النهائية للقتال، فإنها ستساعد داعش أيضا فنيا.”
وتابع:” بالفعل ربما يأمل الكريملين أن يظهر الغرب تقديره لـ موسكو عبر رفع العقوبات المفروضة على الأخيرة على خلفية الأزمة الأوكرانية.”
على صعيد آخر، رأى تقرير “معهد الخدمات المتحد الملكي” أن هزيمة داعش ستتحقق على الأرض إذا ما انخرطت كل من إيران وتركيا في البحث عن حل إقليمي.
وأوصى التقرير صانعي السياسة الأمريكيين بـ ” ألا يستسلموا في سبيل المحافظة على وحدة سوريا والعراق.”
وكان مسؤول أمريكي قد ذكر مؤخرا في تصريح لـCNN أن الأقمار الصناعية الأمريكية رصدت دخول عدد من المقاتلات الروسية إلى الأجواء السورية وذلك بعد إغلاق أجهزة التعقب والاتصال اللاسلكي أو ما يُعرف بـ”ترانسبوندرز.”
وبين المسؤول إن الطائرات حاولت الدخول بشكل واضح دون أن يتم تعقبها وذلك بعد تحليقها على مسافة قريبة جدا من طائرة تجارية.
ولفت المسؤول إلى أنه وخلال عطلة نهاية الأسبوع بدأت روسيا بطلعات جوية لطائرات دون طيار بمهام مراقبة وتقييم فوق منطقة اللاذقية التي لا يتواجد فيها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، الأمر الذي يلقي الضوء على احتمال أن موسكو تهدف إلى دعم قوات بشار الأشد عوضا عن قتال التنظيم الإرهابي.