منذ تأسيس دولة الإمارات، تعاقب عليها عدد من الحكام، هم من عائلة واحدة (آل نهيان)، آخرهم خليفة بن زايد، أكبر أولاد الراحل زايد.
ورث خليفة عن والده حكم إمارة أبو ظبي وانتخبه المجلس الأعلى للاتحاد رئيسا للدولة في 3 نوفمبر 2004.
لكن كرسي الحكم يُبذل من اجله الغالي والنفيس للوصول إليه .. وبكل الوسائل.
هذا ما حصل في الإمارات، فالمتابع لفترات الحكم هناك يعلم جيدا ان الانقلابات السوداء والبيضاء بلغت مبلغاً ملفتاً.
طبيعة الانتقال السلمي للسلطة ليست واردة، في ظل ازدياد ورثة العرش.
تأسست مشيخة أبو ظبي عام 1761 تحت حكم قبيلة بني ياس، برئاسة ذياب بن عيسى بن نهيان، ومازالت هذه المشيخة تحكم أبو ظبي والإمارات منذ ذلك الوقت.
* انقلابات منذ التأسيس
عند الحديث عن تاريخ الانقلابات في الامارات، لابد من لمحة تاريخية عن الحكم في أبوظبي، وذلك لتوضيح كيفية انتقال الحكم في تسلسل العائلة: فقد حكم ذياب بن عيسى بن نهيان بين عامي 1761-1793، ثم تعرض لاغتيال.
تبعه في الحكم نجله شخبوط، وحكم خلال الفترة ما بين 1793-1816، ثم نقل الحكم لابنه محمد الذي حكم مدة عامين اثنين فقط، ليعلن لاحقا عن وفاته دون ابداء الاسباب.
تلاه في الحكم شقيقه طحنون، واستمر حكمه ما بين 1818-1833، إلا أنه تعرض لاغتيال ايضا، فخلفه شقيقه الاخر خليفة للفترة ما بين 1833-1845، لكنه تعرض أيضاً للاغتيال.
ثم جاء سعيد بن طحنون ما بين 1845-1855، إلا أنه عزل بـ “إرادة شعبية”، كما اشيع في ذلك الوقت.
تبعه زايد بن خليفة خلال الفترة ما بين 1855-1909 وانتهى حكمه بـ “وفاة طبيعية”، ثم تبعه طحنون بن زايد خلال المدة 1909-1912 وأيضاً انتهى حكمه بـ “وفاة طبيعية”، ثم حمدان بن زايد (1912-1922) والذي اغتيل على يد أخيه سلطان بن زايد الذي استلم الحكم منذ ذلك التاريخ وحتى 1926، لكنه أيضاً اغتيل على يد أخيه صقر بن زايد، والذي حكم ما بين 1926-1929م، إلى أن اغتيل الاخير على يد ابن أخيه شخبوط بن سلطان الذي استمر في الحكم منذ ذلك الحين حتى عام 1966.
صدر قرار بعد ذلك، بتعبين زايد بن سلطان آل نهيان رئيسا للبلاد، لكنه توفي في العام 2004، ليتولى بعده ولي عهده ونجله خليفة بن زايد آل نهيان.
* انقلاب بالألوان
يرى المتابعون أن خليفة هو رئيس الإمارات اسما منذ سنوات، إذ أنه لا يحكم بالفعل، والمسؤول عن كل سياسة البلاد المثيرة للجدل والانتقاد، هو شقيقه محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي.
لذلك، فهناك من يرى اليوم أن ثمة ما يشبه انقلابا ابيضا ظاهريا وأسودا من الداخل، اذ يثير ظهور محمد في كل المناسبات الهامة وكأنه الرئيس حالة من عدم الارتياح الشعبي باعتبار ان المبايعة كانت لخليفة.
وقد تداولت وسائل إعلام عديدة طيلة الفترة الماضية نبأ مفاده أن جهاز المخابرات في أبو ظبي وضع سلطان بن خليفة (نجل رئيس الدولة) وعدد من أنصاره تحت الإقامة الجبرية، وذلك بعد سريان معلومات عن إحباط محاولة انقلابية قام بها الابن ضد أبيه المريض، بدعم من أخواله الأقوياء وبعض المؤسسات المحسوبة على صنع القرار.