أعدت موقع إسرائيلي تقريرا حول أعداد المواليد في إسرائيل مسجلة بإسرائيل أعلى نسبة مواليد في العالم المتقدم, الامر الذي قال عنه إنه “تكتيك البقاء على قيد الحياة وسط منطقة معادية”. ويقصد هنا بالمنطقة المعادية, الدول العربية المجاورة لفلسطين المحتلة إسرائيليا.
تنجب المرأة الإسرائيلية ما معدله ثلاثة أطفال في حياتها، وهذا يقرب من ضعف معدل الانجاب في بقية البلدان الصناعية في منظمة التعاون والتنمية, وإذا اضفنا الهجرة اليهودية الكثيفة من جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا، التي شهدتها سنوات التسعينيات، فإننا نجد ان عدد سكان إسرائيل قد تضاعف في السنوات الـ 25 الماضية. حسب ما نشرته موقع ” نيوز 24 آي”.
ان معدل المواليد الجدد في إسرائيل هو أعلى حتى من معدل الانجاب لدى المجتمع العربي في إسرائيل اذ يبلغ هذا المعدل وسط اليهود المتزمتين (الحريديم) ضعف ما هو عليه لدى المواطنين العرب رغم ما يتسبب به هذا الامر من مصاعب معيشية للأسرة عديدة الأولاد.
ومن المتوقع أن يصل عدد سكان إسرائيل البالغ حاليا 8.4 مليون نسمة، إلى 15.6 مليون نسمة في عام 2059 او في حد اقصى قد يبلغ 20.6 مليون نسمة.
وقال الون تال وهو أستاذ في معهد الأبحاث التابع لجامعة بن غوريون في بئر السبع ومؤسس حزب “الحركة الخضراء”: “اسرائيل في طريقها نحو مستقبل عسير من الناحية البيئية والاجتماعية وجودة المعيشة لأنه كلما ارتفعت الكثافة السكانية كلما ازداد العنف والازدحام وهي أمور تنغص العيش مهما كان البشر”.
وتبلغ الكثافة السكانية في إسرائيل حاليا 352 شخصا لكل كيلومتر مربع، وذلك بعد ان كان هذا المؤشر في عام 1990 في الكيلومتر المربع الواحد 215 شخصا، ويتوقع مركز الإحصاء المركزي في إسرائيل ان تبلغ هذه الكثافة في عام 2059 من 501 – 880 شخصا في الكيلومتر المربع الواحد.
وفي حال لم تستغل صحراء النقب الفارغة من السكان تقريبا، والتي تشكل أكثر من نصف مساحة إسرائيل (!!)، فإن الكثافة السكانية على باقي مساحة الدولة ستقفز إلى 980 شخصا لكل كيلومتر مربع، أي اقل بقليل مما هي عليه الكثافة السكانية في بنغلاديش.
ولعل الأمر الأكثر إثارة للقلق، وفق ما يقول نشطاء، أنه ما من توجه او بوادر للاعتراف بوجود مشكلة كهذه. بل على العكس، إذ تنتهج الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة سياسات تشجيع الانجاب.
تعددت الأسباب سواء من منظور توراتي ام بسبب ابادة ستة ملايين يهودي في المحرقة، وحتى المخاوف الديموغرافية من أن يصبح عدد العرب في البلاد أكثر من اليهود.
ولو نظرنا الى عدد السكان الذي يسكنون ما قال عنه الموقع (الأراضي المقدسة) الذي تطمح إسرائيل بالسيطرة عليها كاملة أي الواقعة بين نهر الأردن والبحر المتوسط، فإننا سنجد عربا ويهودا بأعداد تكاد تكون متساوية، ولكل منهما 6.5 ملايين نسمة وذلك مع الاخذ بعين الاعتبار قرابة مليون ونصف من العرب مواطني اسرائيل. وفق الموقع.
ان مجموع تعداد الفلسطينيين، وهم قرابة مليون ونصف من مواطني إسرائيل وقرابة ربع مليون من اهالي القدس الشرقية أضف اليهم 4.55 مليون نسمة في قطاع غزة والضفة الغربية, الى هذا يبلغ عدد المستوطنين اليهود في الأراضي الفلسطينية المحتلة نصف مليون نسمة.
يشار الى ان النمو السكاني الفلسطيني يفوق بكثير ما هو عليه في إسرائيل، فمتوسط أنجاب المرأة الفلسطينية يقارب من أربعة أطفال.
وتشجع سياسة الحكومة الإسرائيلية النمو السكاني من خلال منح امتيازات مثل مخصصات الأطفال، والتعليم المجاني من سن الثالثة وتمويل أربع عمليات للإنجاب عن طريق الانابيب إضافة الى علاج الخصوبة.
غالبا ما يكون النمو السكاني السريع محفزا للنمو الاقتصادي. ولكن في الحالة الإسرائيلية فإن نمو السكان يفوق معدلات التوظيف والإنتاج. فإن الفئتين الاساسيتين ذات النسبة الأعلى في الانجاب وهم المواطنون العرب في إسرائيل وكذلك اليهود المتشددين، يشاركون بنسبة ضئيلة في القوى العاملة، إذ يبلغ معدل المنخرطين في سوق العمل من هاتين الفئتين 40% بينما يبلغ المعدل العام في إسرائيل 61%.
وفي حالة المواطنين العرب في اسرائيل، فتبرز النسبة المرتفعة للنساء غير العاملات، في حين ان نسبة من لا يعملون في وسط اليهود المتشددين هي من الرجال الذين يتفرغون لتعلم التوراة والدراسة الدينية.