هاجمت الكاتبة المصرية منى سليم شركة “أرابتك” الإماراتية متهما إياها بالتراجع عن تنفيذ وعود بناء المليون شقة في مصر، موضحة أن المصريين لم يحصلوا من الشركة إلا “عائد نشر إعلانات كبرى بالصفحات الأولى في الصحف، إبان الحملة الانتخابية لرئيس الجمهورية، تستعرض فيها “بروتوكول التفاهم الأولي” الذي لم يسفر عن بناء غرفة سكنية واحدة في البلاد”، بحسب قولها.
وقالت سليم في مقال نشرته صحيفة “السفير العربي” اللبنانية، بعنوان: ” الوهم المسافر بين مصر والإمارات “أرابتيك” والمليون وحدة سكنية”، أن ما وصفته بحكومات “اليوم الواحد واللغة الواحدة”، لا تضع الحكمة التاريخية القائلة: ” احذر المحروم اذا ما وعدته بالجنة ثم أفاق على وهم كذبك”، في حساباتها، مشيرة إلى رصد حالة المجتمع المصري عند استقباله خبر تراجع شركة “أرابتيك”، عن تنفيذ مشروع المليون وحدة سكنية، بعد أكثر من عام من الحشد والترويج للمشروع الذي تبخر بمجرد أن اقترب من أرض الواقع، على حد وصفها.
وأضافت سليم أنه “على مدار ثلاثة شهور مرت، تزايدت وتيرة التصريحات الحكومية المختلفة على ألسنة رؤساء قطاع التشييد والبناء والتمويل العقاري داخل مصر، إلى أن تم الإعلان رسمياً أن بروتوكول التفاهم الذي تم توقيعه مع الشركة الإماراتية “لم يسفر عن اتفاق نهائي”، وأن الحكومة المصرية ستبدأ المشروع بما تم البدء ببنائه فعلا، وهو 150 ألف وحدة، على أن يتم استكمال المشروع في مراحل تالية.
وتساءلت سليم قائلة: “من أين تأتي الـ150 ألف وحدة، وكيف؟ ومن سيحصل عليها ومن ستتأخر فرصته؟”، موضحة أن هذا ملف آخر شابه التضارب وأثار حالة من الإستياء، مشيرة إلى التصريحات الحكومية التي أكدت أن الشركة الإماراتية ستنفذ فقط المرحلة الأولى من المشروع، بواقع 150 ألف وحدة وبتكلفة 280 مليون جنيه، وهو الامر الذي نفته الشركة، قائلة: “لم يتم الاتفاق على ذلك”.
ولفتت سليم إلى أن الحكومة المصرية لم ترد على النفي الإماراتي، موضحة أنه تم معالجة الأمر “من خلال سلسلة تصريحات أخرى أشارت إلى أن الـ150 ألف وحدة هي حصاد ما تم بناؤه بالفعل من خلال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وبتمويل “صندوق الإسكان الاجتماعي”، وكذلك عبر منحة لا تُسترد من الحكومة الإماراتية لبناء 50 ألف وحدة سكنية فى مصر”.
وأشارت سليم إلى تصريحات قطاع “اتحاد المقاولين المصريين” القوية، الذي طالب بإنهاء حالة الترقب التي عانى منها القطاع على مدار عام بسبب حلم الشركة الإماراتية الذي لم يرَ النور، وأنه آن الأوان لفتح الطريق أمام 17 ألف شركة مصرية لبدء تنفيذ المشروع.
وتساءلت سليم مرة أخرى، قائلة: “كيف يتم الإعلان عن مشروع بهذا الحجم، ثم يعاني كل هذا التخبط والتضارب، إلى حد النكوص عن تنفيذه بالكامل؟”، موضحة أن كلمة “بروتوكول” أصبحت “هي كلمة السر التي تبدأ من عندها رحلة الشك بما سيجنيه المواطن جراء الترويج المستقبلي لمشروعات لم تتبلور فعلياً ولم يتم الاتفاق عليها بشكل نهائي.”
واختتمت سليم مقالها قائلة: “أما شركة أرابتيك الإماراتية، فلم يحصد المصريون منها على أرض الواقع بالفعل إلا عائد نشر إعلانات كبرى بالصفحات الأولى في الصحف، إبان الحملة الانتخابية لرئيس الجمهورية، تستعرض فيها “بروتوكول التفاهم الأولي” الذي لم يسفر عن بناء غرفة سكنية واحدة في البلاد”.