شن صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية هجوما على المرشح الجمهوري بن كارسون بسبب تصريحه الأحد الماضي حول أن المسلمين لا يصلحون أن يكونوا رؤساء لأمريكا, مشيرة إلى أن الدستور الأمريكي لا ينص على ذلك.
الصحيفة الأمريكية الأكثر انتشارا وصفت تصريح كارسون بالمتعصب والعبثي، مشيرة إلى أنه يعكس عادة خبيثة بين قادة الحزب الجمهوري الأمريكي هي “اللعب بالنار لإرضاء قاعدة بيضاء غاضبة وساخطة من خلال تشويه صورة أقليات ومنها المسلمين”.
وسخرت الصحيفة من أن هذا التصريح جاء من كارسون، وهو أمريكي من أصل أفريقي وعضو في أقلية مهمشة داخل أمريكا، مؤكدة أن تعديل الدستور الأمريكي لا يتفق مع تصريحاته وأن جون كينيدي كان أول رئيس كاثوليكي، والكاثوليكية لها قانون كنسي كالشريعة الإسلامية.
وأوضحت الصحيفة أن كارسون ليس الوحيد في هذه الغوغائية؛ إذ اتهم المرشح الرئاسي دونالد ترامب الرئيس باراك أوباما بأنه مولود بالخارج، وواصل إثارة الشكوك بأنه مسلم، كما رحب ترامب بسؤال من رجل قال: “لدينا مشكلة في هذا البلد، تسمى المسلمون، ورئيسنا الحالي واحد منهم”.
وسأل الرجل: “متى نستطيع التخلص منهم؟” وبدلا من قول الحقيقة، وتأكيد أن أوباما مسيحي مولود بأميركا، قال ترامب: ” سننظر في ذلك، وأمور كثيرة أخرى”.
وتابعت “نيويورك تايمز”: هذه الظاهرة ليست جديدة؛ فخلال فترة ترشح السيناتور جون ماكين للرئاسة عام 2008، وصف أحد الناخبين أوباما بأنه عربي، ولم يدحض ماكين هذا الكذب، بل اكتفى بالقول إنه “رجل من عائلة محترمة”.
أيضا الرئيس السابق جورج بوش أرسى نظاما للاعتقال والتعذيب والمحاكمة يتم تطبيقه فقط على المسلمين.
ولفتت الصحيفة إلى أن المشاعر المعادية للمسلمين في أمريكا تدور رحاها في أزمة اللاجئين الناجمة عن فرار مئات الآلاف من الأشخاص -معظمهم من المسلمين – من الحروب في الشرق الأوسط؛ حيث وافقت الولايات المتحدة مؤخرا على استقبال 30 ألف لاجئ إضافي سنويا بحلول عام 2017، لكن بعض المحافظين أبدوا اعترضهم، بحجة أن ذلك سيؤدي إلى تجنيد متطرفين.
وقالت الصحيفة إن إغلاق أبواب أمريكا أمام المسلمين هو تأييد لإهانة كارسون وترامب لآلاف المسلمين.. وتجريدهم من الحق في أن يصبحوا هم وغيرهم مواطنين شرفاء، وربما رؤساء لأمريكا يوما ما.