أعد موقع “المونيتور” الأمريكي تقريرا حول الفيلم الإيراني “محمد رسول الله”, متسائلة عن الأسباب الحقيقية التي جعلت الأزهر الشريف يرفض عرض الفيلم في مصر.
وبحسب الموقع الأمريكي فإن الكثير من النقاد والروائيين رأوا أن أسباب الرفض لها دوافع سياسية في المقام الأول وليست دوافع دينية، إذ أن الفيلم الإيراني حتى النخاع.
وأوضح الموقع أن الفيلم يُجسد طفولة النبي محمد، كما أنه لا يُظهر ملامح النبي وإنما يظهر خلال الفيلم كظل أو من ظهره فقط، وذلك بحسب تأكيدات مُخرج الفيلم “مجيد مجيدي”.
وِأشار مجيدي، أن الفيلم في الأساس يهدف إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام وعن الصورة العنيفة التي ترسخت عنه في العديد من دول العالم من جراء أفعال التنظيمات الإرهابية التي تتخذ الدين ستار لأفعالها.
وأوضح الموقع أن الأزهر كان له السبق في مهاجمة الفيلم منذ فبراير من عام 2015 (بينما كان الفيلم ما يزال تحت الإعداد)، عندما أصدر بياناً قال فيه: “يجدد الأزهر الشريف رفضه تجسيد الأنبياء في الأعمال الدراميّة، وذلك لمكانتهم الّتي لا ينبغي أن تمسّ بأيّ صورة في الوجدان الديني، ويعتبر الأزهر تجسيد شخصياتهم في هذه الأعمال انتقاصاً من هذه المكانة الروحيّة.
ويؤكّد رفضه تجسيد النبي صلى الله عليه وسلم في الفيلم الإيراني “محمّد رسول الله”، وأن رفضه لا يقتصر على منع إظهار وجوههم بشكل واضح في هذه الأعمال، ولكن تجسيد الأنبياء صوتاً أو صورة، كما يذكّر الأزهر بأنّه ليس جهة منع، ولكنّه مطالب بإبداء الرأي في مثل هذه الأعمال. أمّا قرارات المنع أو الإجازة فهي مسؤوليّة جهات أخرى”.
وفي هذا الإطار، أشار الناقد السينمائيّ والأستاذ في معهد السينما بجامعة القاهرة طارق الشناوي إلى أنّ اصطدام الأعمال الفنية بالثوابت الدينية لا يوجب منعها، لأنّ المنع يؤدي إلى إكساب تلك الأعمال الفنيّة المصداقيّة، وقال: “إن الحل أن تعرض هذه الأفلام، وأن تدور حولها مناقشات لتفسير وتوضيح ما هو خاطئ وما هو صحيح فيها. وفي بعض الأحيان، أن يتمّ إنتاج أعمال منافسة لها تحمل فكراً آخر”.
واتّفق معه في الرأي الناقد السينمائي نادر عادلي قائلاً “إن المنع ليس حلاًّ، وما هي إلاّ أشهر، ويتم تداول هذا الفيلم على الإنترنت، ويتمكن الجميع من مشاهدته من دون أي قيود”.
ومن جانبه أوضح الموقع أن العلاقات المصرية الإيرانية تشهد توترا بسبب دعم إيران لبعض الجماعات الشيعية مثل حزب الله، ومعارضتها للمملكة العربية السعودية.
وتابع، كما يسود التوتر أيضا في العلاقات بين الأزهر وإيران، وذلك بسبب الاختلافات في المذاهب الدينية، في حين أن العديد من علماء الأزهر والأئمة يرفضون التشيع في مصر.
وأضاف، لذا ربما يكون الأمر سياسياً بسبب علاقة إيران بالفيلم، أو يكون خوفاً من المساس ببعض الأفكار، الّتي ربما تؤدّي مناقشتها إلى انتقاد الأزهر نفسه من قبل تيّارات أكثر تشدّداً.
ويتخبط الأزهر الشريف منذ وصول السيسي إلى سلطة الحكم حيث جرى الكثير من التعديلات على الخطاب الديني لو أن يبدي الازهر أي اعتراض من تلك القرارات وما ما يجعل الامر بمثابة سيطرة السلطة السياسية على السلطة الدينية وهذا ما يجري بالفعل.