نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية نبذة عن حياة رئيس وزراء المملكة المتحدة ديفيد كاميرون، كتبها مايكل أشكروفت، وإزابيل أوكشوت؛ الأول هو أحد أعضاء حزب المحافظين الكبار ورجل أعمال ملياردير، والثانية صحافية ومعلقة سياسية، وهما يكتبان سيرة ديفيد كاميرون غير الرسمية.
وركز الكاتبان في النبذة على حياة كاميرون الجامعية، التي قالا إنها تميزت بتعاطي المخدرات والشرب والجنس. ويبدأان برسم صورة لغرفة زميل كاميرون في الجامعة، جيمز دلنغبول، الذي أصبح الآن صحافيا يمينيا بارزا، وقد كان يسكن في سكن كلية كرايست تشيرتش في جامعة أكسفورد، حيث يقولان إن من كان يمر من أمام الغرفة لابد وأن يشم رائحة المخدرات، حيث كان كاميرون ودلنغبول وزميل ثالث هو جيمس فرغسون، الذي أصبح كاتبا فيما بعد، يجتمعون في الغرفة ويستمعون للموسيقي، ويدخنون الماريوانا، واتخذو اسما لمجموعتهم هو (نادي فلام)، وكلمة فلام تطلق على ضربات الطبلة السريعة، التي كانت تميز موسيقى (سوبرترامت).
وينقل التقرير عن صديقه دلنغبول قوله: “كنت أدخن الماريوانا أنا وديف (مختصر ديفيد كاميرون)”، وذكر كيف كان يأتي كاميرون وفرغسون إلى غرفته، فيجلسون على الأرض يدخنون الماريوانا، ويستمعون لأسطوانات موسيقى سوبرترامب.
وتبين الصحيفة أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يجرب فيها كاميرون الماريوانا، حيث كانت هناك حادثة في مدرسة إيتون قبل امتحانات الثانوية بأسابيع قليلة تتعلق بتدخين الماريوانا، حيث طرد سبعة طلاب من المدرسة، ولكن أصدقاءه في المدرسة يقولون إن دوره في تلك الحادثة كان بسيطا.
ويشير الكاتبان إلى أنه بحسب فرغسون، فإن دلنغبول كان وقتها قد عاد حديثا من غواتيمالا والسلفادور، وكان شعره طويلا، ويعزف القيثارة، موضحين أنه لم تكن هناك أي مؤشرات إلى أن كاميرون تعاطى أي مخدرات أقوى من الماريوانا في جامعة أكسفورد، ويقول دلنغبول إنه حتى لو أراد أن يتعاطى شيئا أقوى فإنه لن يجد؛ لأنه لم يكن متوفرا.
وتتساءل الصحيفة: هل جرب كاميرون المخدرات القوية في العشرينيات والثلاثينيات من عمره؟ مشيرة إلى أن هذا هو النقاش الساخن الذي يدور في ويستمنستر.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، بأنه في ظل عدم وجود صورة تظهره وهو يستنشق الكوكايين، فإنه ليس هناك دليل، مستدركا بأنه عندما تحدث الكاتبان إلى أحد معارفه، قال إن الكوكايين كان يستخدم بشكل مفتوح في إحدى الحفلات في بيت كاميرون.
وتعلق الصحيفة بأن هذا الشخص لم ير كاميرون ولا زوجته يتعاطيان هذا المخدر، وتجد أن السماح بتعاطيه داخل بيتهما بشكل مفتوح، يعني أن المشهد لم يكون غريبا.
ويلفت الكاتبان إلى أن الأدلة على تعاطي كاميرون للمخدرات القوية تبقى في حيز الكلام، حيث أن مستشار ميليباند السابق توم بولدوين، الذي عانى من إدمان المخدرات عندما كان صحافيا قال لعدة أشخاص بأنه رأى كاميرون يتعاطى الكوكايين، ويقول الكاتبان: “تحدثنا إلى شخصين ليست لديهما أجندة للإضرار بكاميرون، قالا إنهما سمعا هذا الكلام من بولدوين، ولكن الأخير يرفض الآن الحديث في الموضوع”.
وينوه التقرير إلى أن كاميرون قد سئل عدة مرات إن كان قد تعاطى الكوكايين، لكنه رفض أن ينكر، وقد أنكر أن يكون قد تعاطاه منذ أن أصبح عضوا في البرلمان، وقال عند سؤاله عن الماريوانا إنه عاش “تجربة جامعية عادية”.
وتورد الصحيفة أنه عندما كان كاميرون في الصفوف الخلفية في البرلمان، اختار موضوع المخدرات، وكان ينادي بتخفيف القوانين المتعلقة بها، فمثلا كان يقول إنه يشعر أن القانون يعامل بقسوة أولئك الذي يضبط معهم الماريوانا. ولأن المخدرات دمرت حياة أحد الأشخاص القريبين منه، فقد تبنى دعم مؤسسة خيرية تقوم بمساعدة مدمني المخدرات على تركها.
ويستدرك الكاتبان بأنه وبالرغم من نشاط كاميرون في موضوع المخدرات في البرلمان عندما كان عضوا في البرلمان، فإنه لم يطرق باب المخدرات كثيرا عندما أصبح رئيسا للوزراء. وبينما كان يطالب بتخفيف القوانين بخصوص المخدرات الخفيفة مثل الماريوانا عام 2002، إلا أنه رفض قريبا تقريرا لوزارة الداخلية يدعو إلى تخفيف القوانين بخصوص المخدرات الخفيفة، قائلا إن لديه أطفالا، ويرفض فكرة رفع الحظر عن أي مخدر تحظره القوانين الحالية.
ويشير التقرير إلى أن دخول كاميرون إلى جامعة أكسفورد كان متزامنا مع مسلسل تلفزيوني اسمه “برايدسهيد”، كان فيه اللورد سيبستيان فلايت يلبس بلوز كريكيت وكان معظم الوقت سكرانا.
وتتساءل الصحيفة: هل كان كاميرون يريد تقليد تلك الفترة؟ يقول زميله دلنغبول إن كاميرون كان كثيرا ما يلبس بلوز كريكيت، ويضيف: “كان هناك صنفان في أكسفورد، أحدهما يريد أن يعيش نمط حياة (برايدسهيد)، والآخر يلبس المعطف الثقيل ويؤيد عمال الفحم، والجو بيننا كان أن نعيش حياة (برايدسهيد)، فكانت هناك حفلات الكوكتيل في حديقة عميد الكلية، وكلنا يحاول تقليد سيبستيان فلايت”.
ويستدرك الكاتبان بأن كاميرون ذهب إلى أبعد من ذلك، فاشترك في (جمعية بيرز غافستون)، التي سميت على اسم محبة إدوارد الثاني، وكانت سمعة الجمعية بأنها تختص بالحفلات ذات الطقوس الجنسية الغريبة. مشيرين إلى أن أحد أصدقاء كاميرون في أكسفورد قد شارك في حفلة تعريف في الجمعية، وتم استخدام خنزير ميت في الحفلة، حيث قام كاميرون بوضع عضوه داخل فم الخنزير.
ويذكر التقرير أن أول ذكر لهذه القصة ورد من المصدر، وهو نفسه عضو برلمان، خلال غداء عمل في حزيران/ يونيو 2014، حيث تكلم بصوت منخفض، وقال إن هناك صورا لذلك الحفل المتميز.
ويقول أشكروفت: “ظنت زميلتي أوكشوت أنه كان يمزح، ولكنها فوجئت به يعيد التهمة ذاتها مرة ثانية. وبعد عدة أشهر أعادها مرة ثالثة، وقدم المزيد من التفاصيل، وقال إن الخنزير الميت كان ممدا في حضن أحد أعضاء الجمعية عندما قام كاميرون بفعلته”.
ويضيف: “ذكر لنا المصدر حجم الصورة، وأعطانا اسم الشخص الذي يمتلك الصورة، ولكن مالك الصورة لم يتجاوب مع محاولتنا للتواصل معه. وهناك عدد من قصص رؤوس الخنازير في حفلات الدعارة في الجامعة أيام كاميرون، فزميله فون بسمارك كان يقيم الحفلات المميزة برؤوس الخنزير. ثم اشتهر لاحقا بعد أن ماتت أوليفيا تشانون، وهي ابنة أحد أعضاء البرلمان المحافظين، في غرفته بسبب تعاطي جرعة عالية من المخدرات”.
وتكشف الصحيفة عن أن كاميرون انضم أيضا إلى نادي بولنغدون للشرب، وهو ناد للأثرياء جدا، حيث أن الزي وحده يكلف آلاف الجنيهات. ويقول أحد أعضاء البرلمان المحافظين إنه دعي مرة إلى الانضمام إلى هذا النادي، ولكنه خرج بعد أن حضر اجتماعا واحدا، حيث كان أعضاء النادي يشربون حتى الثمالة، ثم يقفون على الطاولات ويشتمون “الطبقات الدنيا من المجتمع”، وقال إن النادي لم يكن أكثر من ناد “لكراهية الناس الفقراء”.
ويذكر التقرير أن دلنغبول قال إنه رغب في الانضمام لنادي بولنغدون، ولكن لم يكن لديه ما يكفي من النقود، كما أنه لا يحب الشرب كثيرا. وأضاف أن النادي يتعلق بـ”التدمير الغبي والتجاوزات الواضحة، ويعكس الجانب البشع من حياة الطبقة العليا، إنه مبغوض”.
وتختم “ديلي ميل” تقريرها بالإشارة إلى أنه ليس هناك دليل بأن كاميرون قام بتخريب أي ممتلكات، أو تسبب بأذى الآخرين، مشيرة إلى أن نشاطه في النادي كان متحفظا.